في الأول من سبتمبر من كل عام، نتوقف لنحتفي بذكرى تأسيس جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، الجيش الذي لم يكن مجرد قوة عسكرية، بل كان رمزًا لعزيمة أمة وإرادة شعب وقيم النضال الوطني. في هذا اليوم، نتذكر ليس فقط بناء جيش، بل بناء إرثٍ طويل من التضحية والشجاعة والإخلاص، إرثٍ كتبه القادة الأبطال بحبر الفداء على صفحات تاريخ هذا الوطن.
في هذه الصورة القديمة ، نعود بذاكرتنا إلى زمن مليء بالأمل والشجاعة، زمن كان فيه جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية يزخر بالرجال الذين أخلصوا لهذا الوطن بكل ما أوتوا من قوة. الصورة تجمع بين ثلاثة من أعظم القادة الذين شكلوا جزءًا لا يتجزأ من تاريخ الجيش الجنوبي:
العميد محسن قحطان ركن القوة البشرية للواء الأول صاعقة حاليًا، كان دومآ رجل المهمات الصعبة، المخلص في خدمته والمتفاني في أداء واجبه.
اللواء الركن عبد الله محمد غالب الشعيبي الرجل الذي كان يتوسط القادة دائمًا بفكره الثاقب وروحه القيادية. قاد عمليات اللواء 22 مشاة وكان العقل المدبر والمدير لعمليات الجيش في العاصمة عدن قبل حرب 94. واليوم، وهو في المهجر بأمريكا، تظل ذكراه محفورة في قلوب كل من عرفوه كقائد ملهم.
العميد محمود سالم يحيى اليافعي القائد الذي لا يزال يواصل عطائه وتفانيه في معهد صلاح الدين لتأهيل القادة، حيث يساهم بخبرته في تدريب الأجيال الجديدة من القادة العسكريين. على الرغم من مرور العقود، إلا أنه لا يزال نموذجًا للالتزام والتفاني.
إن تأسيس جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في عام 1971 لم يكن مجرد نقطة في تاريخ البلاد، بل كان بداية مسيرة مجيدة من العمل الوطني. الجيش الجنوبي لم يكن مؤسسة عسكرية فحسب، بل كان تجسيدًا لقيم الوطنية والتضحية، وكان قادته هم العمود الفقري لهذا الجيش، الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية الدفاع عن الوطن وبناء مستقبل أجياله.
اليوم، ونحن نحتفل بهذه الذكرى العظيمة، نعبر عن فخرنا واعتزازنا بكل قائد وجندي خدم في هذا الجيش العظيم. إن تضحياتهم وإنجازاتهم لن تُنسى، وستظل مصدر إلهام للأجيال القادمة، تذكرنا دائمًا بأن قوة الأمة تكمن في إرادة أبنائها وعزيمتهم التي لا تلين.
إن هذه الذكرى ليست مجرد احتفال بالماضي، بل هي دعوة لتجديد العهد مع الوطن، للمضي قدمًا بروح الأبطال الذين ضحوا من أجل أن يظل هذا الوطن حرًا ومستقلًا. إننا نستمد من هذه الذكرى الدروس والعبر، ونعاهد أنفسنا على أن نواصل المسيرة التي بدأها أولئك القادة الأوفياء، فالوطن يستحق منا كل تضحية، والجيش الجنوبي سيظل في قلوبنا رمزًا للكرامة والفخر.