شهدت التصريحات الأخيرة للمندوب الإيراني لدى الحوثيين، علي محمد رضائي، والمعروف بالحاكم الفعلي لصنعاء، جدلاً واسعاً حول نية إيران تفادي المواجهة المباشرة مع إسرائيل وتحريك أذرعها في المنطقة للقيام بالعمليات العسكرية.. رضائي أكد أن إيران تفضل دعم حلفائها في المنطقة مثل حزب الله عبر مليشيا الحوثي، وهو ما يعزز المخاوف من تحويل اليمن إلى ساحة حرب إقليمية جديدة؛ جاءت هذه التصريحات تزامناً مع إعلان الحوثيين عن هجمات بطائرات مسيرة استهدفت مدينتي يافا وإيلات في إسرائيل.
في الوقت ذاته، وجهت الحكومة اليمنية الشرعية تحذيراتها من خطورة التصعيد الإقليمي في اليمن، ودعت المجتمع الدولي للتدخل لمنع جر اليمن إلى المزيد من الفوضى؛ مراقبون يرون أن إيران تسعى لاستخدام الحوثيين كأداة لتنفيذ أجنداتها في المنطقة، كما يحدث في لبنان مع حزب الله؛ وفي خطوة تؤكد هذه المخاوف، طلب رضائي من الحوثيين تقديم دعم مباشر لحزب الله في ظل تصاعد التوترات في لبنان بعد بدء عملية عسكرية إسرائيلية هناك.
تزامنت هذه التطورات مع هجمات إسرائيلية على محافظة الحديدة، حيث استهدفت منشآت حيوية تسيطر عليها مليشيا الحوثي، في رد على الهجمات الصاروخية الحوثية الأخيرة تجاه تل أبيب؛ الغارات أدت إلى تدمير أجزاء من ميناء الحديدة وخزانات النفط ومحطات الكهرباء، مما زاد من المخاوف لدى السكان من تدهور الأوضاع المعيشية.
الحكومة اليمنية أدانت الغارات الإسرائيلية واعتبرتها انتهاكاً صارخاً للسيادة اليمنية، وحذرت من تصاعد الأوضاع وتحوّل اليمن إلى مركز جديد للمقاومة الإيرانية بعد التراجع الكبير الذي يواجهه حزب الله في لبنان؛ الخبراء يرون أن الحوثيين قد يكونون البديل المحتمل لملء الفراغ الذي سيتركه حزب الله بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة.
وسط هذه التطورات، تتزايد المخاوف من تدهور الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في اليمن، حيث يعتمد اقتصاد البلاد بشكل كبير على واردات الغذاء والوقود، والتي قد تتأثر بشكل كبير بسبب تصاعد التوترات العسكرية في المنطقة.