قياس نجاح عمل أي حكومة أو قيادة أوتلة سياسية أو حتى قبلية يقاس بالقدر الذي يتحقق من الرفاهية للجماعة الإنسانية التي تنطوي تحت مسمى قبيلة أو دولة أو مجتمع أو تجمع بشري إنساني .
فبتحقيق الإستقرار الأمني على المستوى السياسي والإقتصادي والإجتماعي وتحقيق اللحمة المجتمعية وإزالة الفوارق الطبقية وتوفير فرص العمل وتحقيق الأمن الغذائي من خلال ممارسة خطط إقتصادية تكفل الحياة الكريمة على أقل قدر منه لجماعة تحتكم لسلطة معينة حتى على المستوى الأسري تظل الجماعة تشعر بالترابط والخضوع لأوامر القيادة سواء على مستوى الأسرة أو القبيلة أو الجماعة السياسية أو الدولة.
لكن عند عدم قدرة القيادة على أي مستوى كانت من تحقيق متطلبات الأمن المجتمعي على كل مستوياته يدل ذلك على ضعفها وعدم قدرتها على تسيير أمور الجماعة وهي علامات على الفشل والإخفاق الذي يكون مرجعه لعوامل كثيرة منها ضعف القيادة الحاكمة أو المشاركة في صنع القرار في تصريف الأمور وتدبير شؤون الدولة.
كل ذلك الضعف يلمسه المواطن فتسقط هيبة القيادة الحاكمة وتذهب مكانتها أدراج الرياح في نظره
وبضعف القيادة الحاكمة وعدم قدرتها في سياسة الأوضاع يطغى الجوع فلا يسمع إلا قرقرة البطون الجائعة ويلمس الفقر ويرى الحرمان في ملامح الأطفال والأنكسار على جباه الرجال ونظرات الأسى في عيون النساء من المواطنين الذين يخضعون لحكم القيادة المنهارة.
وفي مثل هذه الأثناء يلمس المواطن الجنوبي العجز الذي تعيشه القيادة السياسية وتخبطها في حلحلة الأوضاع المتردية التي تنهار يوما بعد يوم وتسير نحو منزلق خطير من التردي الذي انعكس على مجمل حياته مبتدئ بانهيار العملة المحلية ومارافقها من موجات غلاء فاحش طال البطون وأردها أسيرة الجوع أو التجويع المتعمد في سياسة ظاهرها يرمي إلى تركيع المواطن الجنوبي على وجه الخصوص حتى يقبل الحلول المفصلة في صوالين الجوار دون أن يبدي الأعتراض لتلك السياسات الرامية لابقاء الجنوب ممزق بلا هوية أو انتماء وأعادة الأوضاع لسابق عهدها من الخنوع لحكم ووصايا شمالية على الجنوب.وإلا لما كل ذلك التردي وتضييق الحصار ووضع الحلول في فوهة عنق الزجاجة.
لكن كل تلك المبرارات على أي قدر كان ارتباطها بالأوضاع فإنه لايبعد القيادة أيا كان اتجاهها من المسؤولية أمام الشعب ثم التاريخ الذي سيسجل أسماؤهم بخطوط مظلمة أن لم تنالهم عبارات التوبيخ والسخرية في مواقع التواصل وهم قبل ذلك محاسبون على تجويع شعب الجنوب وتعمد إذلاله .
فالحصل اليوم من انهيار اقتصادي ذريع وسقوط العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية وارتفاع وثيرة الغلاء يوما بعد يوم وتضييق الخناق على المواطن هو تعبير حقيقي لفشل القيادة وانغماسها في الفساد وارتمائها في أحتضان التبعية وعدم امتلاكها القرار .