قُتل عشرة فلسطنيين وأصيب آخرون، في الساعات الأولى من فجر الأحد، جراء قصف الجيش الإسرائيلي منزلاً يؤوي نازحين في مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية لوكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” بأن هناك عددا من المفقودين جراء القصف الإسرائيلي للمنزل وسط مناشدات لانتشالهم.
وقتل أكثر من 35 فلسطينيا، بينهم نساء وأطفال، وأصيب آخرون، في قصف إسرائيلي مربعا سكنيا يضم خمسة منازل على الأقل قرب الدوار الغربي في بلدة بيت لاهيا.
وتواصل القوات الإسرائيلية منذ الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، اجتياحها البري وقصفها العنيف لمناطق مختلفة من محافظة شمال غزة.
الصحة العالمية تحذّر “الوضع في شمال غزة كارثي”
حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، السبت، من أن الوضع شمال قطاع غزة “كارثي”، في ظل محاولات الجيش الإسرائيلي لإفراغ المنطقة من ساكنيها عبر الإخلاء والتهجير القسري.
وأضاف غيبريسوس، في منشور له على منصة “إكس”، أن الهجمات الإسرائيلية المكثفة تستهدف أيضا المرافق الصحية، التي قال إن “الوصول إليها محدود للغاية”.
كما أشار إلى نقص الإمدادات الطبية الحيوية وما ينجم عنه من حرمان السكان من “الرعاية المنقذة للحياة”.
وأوضح غيبريسوس، أنهم أبلغوا بأن “انتهاء الحصار الإسرائيلي على مستشفى كمال عدوان جاء بتكلفة باهظة”.
وأفاد أنه بعد احتجاز الجيش الإسرائيلي 44 من الموظفين والرجال العاملين في المستشفى، لم يتبق سوى الموظفات ومدير المستشفى وطبيب لرعاية ما يقرب من 200 مريض “يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة”.
ولفت إلى تعرض المنظومة الصحية في غزة لهجمات إسرائيلية منذ أكثر من عام.
غيبريسوس، وصف ما تناقلته تقارير عن وضع المستشفيات والإمدادات الطبية في القطاع وما أصابها من أضرار وخسائر بـ”الأمر المفجع”.
وأكد أن الطريقة الوحيدة لضمان أمن ما تبقى من منشآت صحية في غزة، هي وقف عاجل وغير مشروط لإطلاق النار.
وأعلن الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان مقتل نجله إثر غارات إسرائيلية على مخيم جباليا، مؤكداً أنه سيواصل عمله في المستشفى رغم ذلك.
ونشر أبو صفية مقطعاً مصوراً، يظهر وهو يؤدي فيه صلاة الجنازة على نجله قبل دفنه.
من جانبها اتهمت القائمة بأعمال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية جويس مسويا القوات الإسرائيلية بإظهار “استخفاف بالإنسانية” خلال عملياتها الأخيرة في شمال غزة.
وقالت المسؤولة الأممية في بيان على مواقع التواصل الاجتماعي إنه “لا يمكن السماح باستمرار ما تفعله القوات الإسرائيلية في شمال غزة المحاصرة”، مضيفة أن “المئات من الفلسطينيين” قُتلوا وأُجبر عشرات الآلاف على الفرار، ومحذرة من أن “جميع سكان شمال غزة أصبحوا معرضون لخطر الموت”.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، السبت أن حصيلة الحرب في غزة ، بلغت 42.924 قتيلاً منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، في حين تجاوز عدد الإصابات 100.833 جريحاً، بينما ما يزال الآلاف تحت الأنقاض، وفق الوزارة.
لندن تناقش تقديم أدلة حول “جرائم حرب” للمحكمة الدولية..
وعلى صعيد آخر، أعلنت المملكة المتحدة استعدادها لتسليم معلومات حول غزة إلى “محكمة جرائم الحرب”، إذ قالت المملكة المتحدة إنها ستنظر في تقديم معلومات استخباراتية تم جمعها من رحلات المراقبة فوق غزة إلى المحكمة الجنائية الدولية إذا طلبت المحكمة ذلك.
وتُجري المحكمة الجنائية الدولية بالفعل تحقيقاً في “جرائم حرب مزعومة” ارتكبتها كل من حماس وإسرائيل.
حيث قام سلاح الجو الملكي البريطاني بمئات رحلات المراقبة فوق غزة منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، مستخدماً طائرات تجسس من طراز Shadow R1 متمركزة في قبرص.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن هذه الرحلات الجوية كانت لجمع معلومات استخباراتية تتعلق بالرهائن الذين احتجزتهم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.
في المقابل نفت وزارة الدفاع البريطانية التقارير التي تفيد بأنها تقدم معلومات استهداف أوسع لإسرائيل، أو أن طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني استُخدمت لنقل أسلحة إلى إسرائيل خلال حربها في غزة.
وقالت وزارة الدفاع في بيان: “تماشياً مع التزاماتنا الدولية، سننظر في أي طلب رسمي من المحكمة الجنائية الدولية لتقديم معلومات تتعلق بالتحقيقات في جرائم الحرب