أصدرت القيادة العليا للحركة الشبابية والطلابية لتحرير واستقلال الجنوب بيان هام بمناسبة الذكرى السادسة والخمسون للاستقلال الأول للجنوب الـ30 نوفمبر، الذي يصادف اليوم السبت، ونص البيان على الآتي:
بسم الله الرحمن الرحيم
يا جماهير شعبنا في الجنوب الأبي، اليوم تطل علينا الذكرى السابعة والخمسين لاستقلال الجنوب الذي نال استقلاله الناجز من الاستعمار البريطاني في ال30 من نوفمبر عام 1967م بعد مرحلة كفاح خاضها شعب الجنوب في اروع وأعظم ثورة تحررية شهدها العالم وامتدت لعدة سنوات ضد المستعمر البريطاني ليتوج بالاستقلال وقيام الدولة الجنوبية المستقلة التي نالت استقلالها وكرامتها وسيادتها الكاملة على أراضيها ومثلت واحدة من أبرز دول المنطقة في الحرية والكرامة وارتفع صوتها عالياً ليثبت لكل العالم قدرة الإنسان الجنوبي في بناء دولته المستقلة والحفاظ على مكاسب ومبادئ الثورة واحترام وصون مبادىء القانون الدولي والمعاهدات والاتفاقيات الدولية التي تضمن الحفاظ على تحقيق الامن ولاستقرار المحلي والدولي ورفض التطرف بكافة أشكاله وصوره وحماية مبادىء حقوق الإنسان واحترام حرية التعبير والرأي والرأي الآخر وتحقيق مبادىء العدالة الاجتماعية.
ايها الجنوبيون الاحرار في الداخل والخارج:
أن الاستقلال الوطني الجنوبي الأول الذي نحتفل اليوم بذكراه السابعة والخمسين كان مليء بالدروس والعبر وان المرحلة بل كل المراحل التي رافقت ولحقت يوم الاستقلال الوطني الجنوبي الأول والأحداث السياسية والمنعطفات التي مر بها الجنوب طيلة عقود ستة علمتنا الكثير والكثير وشحذت فينا الهمم الوطنية لنستشعر مدى عظمة الحرية والكرامة والعزة التي نتطلع إليها اليوم بعد مضي هذه المدة الزمنية التي تفصلنا بين مرحلتين منذ إعلان الاستقلال الأول للجنوب حتى اليوم الذي يواصل فيه شعبنا نضاله وكفاحه بمختلف الأشكال الحضرية والسلمية ووفق ما تتيحه القوانين والشرائع لنيل حقوقه المسلوبة جراء ما تعرض له الجنوب سلفاً لجملة من أقسى وابشع صور المؤامرات والمعاناة.
أن تلك المؤامرات التي طالت الجنوب وقضيته ودولته المستقله كادت تعصف بمبادىء الاستقلال الأول فاندلعت حالة رفض شعبي جنوبي تبلورت إلى ثورة سلمية حاشدة انخرط فيها الجنوبيين وأسهم فيها شباب الجنوب لتصبح الحركة الشبابية والطلابية واحدة من مكونات ثورة الحراك السلمي الجنوبي وأبرز مؤسسي هذه الثورة التي خاضت نضال كبير وطويل ولا يزال مستمرا حتى يومنا هذا رغم ما لحقتها من أحداث كبيرة تداخلت خلالها اهداف الحراك الجنوبي بأهداف خارجية إقليمية ودولية، وتعاطى الجنوبيين معها من منطلق المصلحة الوطنية العليا في سبيل تحقيق أهدافه النبيلة المتمثلة بتحقيق الاستقلال الثاني للجنوب الذي بات دونما إدراك يرزح تحت احتلال آخر يعتبر أسوأ بكثير من الاستعمار البريطاني وذلك عند اجتياح الجنوب عسكريا تحت رداء الفتوى الدينية التي استباحت ارض الجنوب واباحت دماء الاطفال والنساء ونهب ثروة الجنوب والقضاء على إمكاناته وتدمير بنيته التحتية وتراثه ومحاولة طمس ثقافته وهويته والقضاء على كوادره وتجهيل ابنائه عقب الاحتلال اليمني الذي طاله عام 1994م.
ومنذ العام 2007م أعلن الجنوبيين أمام كل العالم ثورتهم السلمية التي تصاعدت لتصل إلى الكفاح المسلح ولكن لا يزال الجنوب وحتى هذه اللحظة يقبع تحت دوائر ضغط متعددة تقوم وفق مصالح دول الجوار والعالم ويتقاطع وكثير من الأجندة الخارجية التي تسعى باختلاف مسمياتها وصورها لتحقيق أهدافها ومصالحها وفق ما تراه لا وفق ما يطمح إليه شعبنا الجنوبي العظيم..
لقد تعرض ويتعرض شعب الجنوب وثورته التحررية لأبشع صور الترهيب والتطرف ويخوض منذ عقود من الزمن دون هوادة حرب مع الجماعات المتطرفة والعصابات التي تتخذ كل أساليب الإجرام في محاولة تركيع شعبنا لضرب ثورته وثنيه عن التمسك باهدافه التي قدم في سبيلها عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى.
أن الجنوبيين اليوم باتوا منفردين يتصدون لوحدهم لكل صور الإرهاب والجماعات المتطرفة والإرهابية التي يجري تمويلها ودعمها والزج بها في محاربة الجنوبيين لخلط الاوراق وارباكهم لعرقلة مسيرة ثورتهم التحررية يقابل هذه الحرب جملة من التحركات الدبلوماسية والسياسية الداخلية والخارجية والتي تأتي جميعها بدعم وتشجيع من أطراف تعمل بتناغم مع عصابات الاحتلال اليمني التي تهدف إلى استمرار الاحتلال اليمني للجنوب ومواصلة نهب ثروات الجنوب واستغلال موقعه الاستراتيجي الهام.
يا احرار الجنوب، أننا اليوم ومنذ سنوات عشر (تغيرت فيها الأوضاع إلى مواجهات لأطراف الصراع اليمني) نعيش في الجنوب ذات اللعبة القذرة التي يراد لنا أن نعيشها ونظل نراوح مكاننا دونما تتويج اي انتصارات حقيقية تخدم أهداف ثورتنا الحقيقية التي يقدم شعبنا في سبيلها تضحيات جسام يجري استغلالها لخدمة مصالح قوى أخرى لا تريد للجنوب ولا لقضيته الخير والنجاح وما حرب الخدمات وافتعال الأزمات الاقتصادية والأمنية التي يتعرض لها الجنوبيين الا واحدة من صور المؤامرة القذرة التي يعمل المحتل اليمني ممثل بعصابة (الشمال) بكل مسمياتها وتوجهاتها بكل مسميات وقوالب القوى اليمنية الشمالية المختلفة في اللعب على توجهات دول المنطقة ذات العلاقة بالأزمة اليمنية ومنها على وجه الخصوص (دول المحيط العربي) للنيل من قضية الجنوب وثني الجنوبيين عن مواصلة نضالهم في تحقيق الهدف الحقيقي المتمثل في اعلان استقلال دولتهم الجنوبية رغم ما قدمه ويقدمه الجنوييين من تضحيات كبيرة دون غيرهم وبالمقابل تواصل القوى اليمنية الشمالية الأخرى خذلان التحالف العربي واللعب بالمكشوف لتصبح ذات العصابة تتحكم بتوجهات الجنوب والتشفي بمعاناته.
أن الأحداث التي مر بها الجنوب واليمن والمنطقة بشكل عام وبالذات الأحداث الأخيرة التي ظهر فيها التحالف السعودي بموقف الضعف تجاه تهديد الملاحة البحرية من قبل جماعة الحوثي التي باتت تمثل قوة لا يستهان بها بسبب السياسة الفاشلة لما يسمى بحكومة الشرعية وكذلك السياسة الفاشلة للتحالف أظهرت مدى الإخفاقات الكبيرة والمستمرة للتحالف الذي أعطى ثقته لعصابة الشرعية التي تمثل ذات القوى الشمالية السابقة التي تحالفت معها دول الجوار منذ عقود ماضية وتعدها اليد الطولى لها في اليمن وتتعاطى وتتماشى مع توجهاتها ورغباتها دونما تفكير في النتيجة التي ستصل إليها في نهاية المطاف، رغم أن المشاهد والصور اليوم باتت واضحة ومنها ما يجري في باب المندب والذي كان الأولى أن تكن قوى الجنوب هي من يمتلك القدرات لحمايتها بدلا من تجريدها من عناصر القوة خدمة لقوى الشمال التي برز تخادمها بشكل واضح مع الحوثيين في صنعاء يقابل ذلك ضعف يد التحالف العربي باعتبار الأوان قد فات منذ زمن وما على الاخير الا التعاطي مع ما يجري كأمر واقع ليس الا..
يا احرار الجنوب، أننا اليوم أمام مفترق طرق ومرحلة غاية في الحساسية وما على القوى الوطنية الجنوبية من مكونات وشخصيات سياسية ومناضلين وكوادر واي قوى وطنية، على الجميع دون استثناء تقع مسئولية التعاطي بواقعية مع الاحداث وتغليب مصلحة الجنوب على كل المصالح الذاتية وترك اي تباينات أو مكابرة والإسراع إلى تفعيل الحوار الحقيقي بين ومع الجميع لتشكيل جبهة وطنية شاملة موحدة تمثل كل الجنوبيين ولا تستثني أحداً لبلورة جملة المبادىء وتفعيل الاوراق الحقيقة التي لا تزال تمثل قوة الجنوب وتضمن انتصار قضيتنا الجنوبية والتعاطي معها من منطلق وطني حقيقي على ضوء أسس وقواعد منصوص ومتفق عليها من قبل الجميع يستحيل الخروج عليها تحت اي ظرف من الظروف وستكون ضمان حقيقي لنيل استقلالنا الثاني وإعلان الدولة الجنوبية المستقلة التي تضمن للجنويين حريتهم وتعيد لهم سيادتهم وكرامتهم..
صادر عن هيئة رئاسة الحركة الشبابية والطلابية لتحرير واستقلال الجنوب – عدن – 30 نوفمبر 2024م