فرحة الشعوب، سواء كانت نابعة من تغييرات سياسية أو أحداث تاريخية، تعكس غالبًا تطلعاتها نحو مستقبل أفضل، وبالنسبة لسوريا، ما يجري اليوم قد يحمل في طياته أبعادًا مختلفة.
إن كانت الفرحة تعكس بداية مرحلة جديدة نحو الدولة المدنية الحديثة، فهذا يعني أن هناك إرادة جماعية لإعادة بناء الدولة على أسس العدالة، والمساواة، واحترام الحقوق، مع السعي لإصلاح الاقتصاد والبنية التحتية، وهذه الطريق تتطلب رؤية واضحة وقيادة رشيدة تدرك التحديات وتعمل على تحقيق التنمية المستدامة.
أما إذا كانت الفرحة لحظية وتتبعها فوضى، فقد تكون مؤشرًا على دخول البلاد في مرحلة أخرى من الأزمات، سواء بسبب غياب خطط واضحة لإعادة الإعمار أو صراعات بين القوى المختلفة، وفي هذه الحالة، قد تواجه سوريا تحديات أكبر على مستوى الاقتصاد والبنية التحتية.
أما فيما يخص تحرير صنعاء وبقية المحافظات اليمنية التي تحت سيطرة الحوثيين، فإن التوقيت يعتمد على عوامل داخلية وإقليمية دولية من أجل تحرير اليمن يتطلب:
1. تنسيقاً إقليمياً ودعماً دولياً، لضمان استقرار ما بعد التحرير وعدم خلق فراغ أمني.
2. توحيد الصف اليمني، بحيث تكون هناك قيادة وطنية تمثل جميع الأطراف وتعمل لصالح الشعب.
3. خطة لإعادة الإعمار، بحيث يتم تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي في اليمن، ليعود كشريك فاعل في المنطقة.
وما يحدث اليوم في سوريا واليمن ليس سوى خطوة ضمن مسار طويل، والنتائج تعتمد على مدى القدرة على استثمار اللحظة لتحقيق الاستقرار والتنمية.
السؤال هل هذه الفرحة والزغاريد في سوريا بداية للدولة المدنية الحديثة أم بداية لتدمير الاقتصاد وانهيار البنية التحتية لسوريا؟
وهل آن الأوآن وجاء الدور لتحرير صنعاء وبقية المحافظات التي تحت سيطرة الحوثي؟