تشابهت أحداث سقوط نظام البعث في كل من سوريا والعراق بشكل لافت، حيث امتدت فترة حكم البعث في البلدين لقرابة 23 عامًا، تلتها 13 عامًا من الأزمات التي قادت إلى انهيار النظام.
في العراق، استغرقت الفترة بين حرب الخليج عام 1990 وسقوط صدام حسين عام 2003 حوالي 13 عامًا، وهي نفس المدة التي تفصل بين اندلاع الاحتجاجات في سوريا عام 2011 وسقوط نظام بشار الأسد عام 2024.
خلال هذه السنوات، مر الشعبان بظروف قاسية شملت:
حصارًا اقتصاديًا خانقًا.
تدهور قيمة العملة المحلية.
ضعف وانهيار المؤسسات العسكرية.
دمار شامل للاقتصاد.
تفاقم الفقر والجوع بين غالبية الشعب.
انقسام المجتمع إلى طبقة غنية مستفيدة من النظام، وطبقة فقيرة تعاني الويلات.
نهايات متشابهة
مع اقتراب لحظات السقوط، كانت المدن تسقط دون مقاومة تُذكر. القيادات العسكرية والمستفيدون من النظام كانوا أول من انسحب وغادر البلاد، فيما بدا الجنود – أغلبهم من المجندين إجبارياً – غير قادرين على الدفاع عن النظام. وفي النهاية، جاء سقوط العاصمة بشكل مفاجئ ودون مقاومة حقيقية.
سوريا على مفترق طرق اليوم، تدخل سوريا عهدًا جديدًا، يحمل معها خيارين لا ثالث لهما:
1. بناء نموذج يحتذى به للتقدم وإعادة الإعمار.
2. الوقوع في مصير مشابه للدول التي مرت بتجارب مشابهة: تقسيم البلاد، صراعات داخلية لا تنتهي، وسيطرة قوى إقليمية على مقدراتها.
المستقبل القريب سيحدد مسار سوريا، فهل ستتمكن من كسر دائرة الفشل في المنطقة؟