يزداد النشاط بآليات متشعبة مادية وبشرية مدركة وغير مدركة بما تقوم به، وبتخطيط محنك وبرنامج حافل يستوعب التجربة من بداياتها فالمراحل التي مرت بها، ثم فشلها. فهل نجرب المجرب مرة أخرى في اليمن الشمالي ونعممه على الجنوب؟! الإمامة والثورة والجمهورية فالوحدة كمشاريع قصيرة المدى. ماالمشروع الذي نجح منها حتى الآن ليكون وجوديا متكاملا ثابتا على الأرض في التاريخ الحديث، متفاعلا يستقطب من حوله عن وعي يؤثر ويتأثر.
لعل الأمر يتطلب القيام بتشخيص العلل والمشكلات والنزاعات بموضوعية من الجميع، وبدرجة أساسية من هيئة المصالحة والتشاور. فإن لم يجر لها فحصا دقيقا فإنه من الصعب معالجتها بشكل صحيح وحلها حلا سليما من قبلها ومن قبل مجلس القيادة الرئاسي ولا من الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي أو الاتحاد الأوروبي ومجلسه الديمقراطي ومعهده للسلام الذي يدعم تحقيق مصالحة وإرساء سلام من خلال تشكيل حركة وطنية وحراك شعبي في اليمن، والذي لم يلتفت قط إلى الحراك الجنوبي منذ انطلاقته في 2007م، ولم يعر أي اهتمام لمطالب شعب الجنوب التواق لمن يدعم مسار مطالبه وربطها بالمسارات الرسمية الرامية إلى تحقيق الاستقلال والمصالحة والسلام، وفصلها عن مسارات المصالحة المحلية اليمنية الشمالية الهادفة إلى تسوية صراعاتهم التي لم ولن تنتهي. لماذا؟ وكيف؟
توفر أسباب توالي الانقلابات في اليمن الشمالي وما ولدته بصورة منتظمة ومزمنة لصراعات محتدمة في جولات وصلت إلى يومنا هذا. من عواملها الجذرية ونتائجها الوخيمة فقدان ثورة 26 سبتمبر لطابعها الشعبي، وانقسامات الحركة الشعبية والوطنية والقوى السياسية والأحزاب ثوريين وإصلاحيين وإماميين يتصارعون فيما بينهم. فمن دون وضع النقاط على الحروف وإعادة طبيعة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل 22 مايو 1990م يمنان، أو يمن واتحاد جنوب عربي عل الخارطة السياسية وجدول الأعمال فلن تكون هناك حلول ومصالحة وسلام. ذلك إذا وجدت الرغبة في عدم إضاعة الوقت وإطالة الأزمة وتعميق المعاناة، لأن المستفيدون هم تجار الحروب يجدون سوقا مفتوحة لجني الأموال الطائلة تعزز نفوذهم.
علينا أن نرجع بذاكرتنا إلى تنظيم اسمه الاتحاد اليمني الذي جمع المعارضة اليمنية القديمة لبيت حميد الدين. وهو تسمية جديدة للجمعية اليمنية الكبرى التي تمكنت في 17 فبراير 1948م من اغتيال الإمام يحيى بانقلاب عليه. نظامه الأساسي أعلن في 18 فبراير 1973م أهم ما نص عليه تنظيم جماهير الشعب وتجميع فئاته وتمكينها من المشاركة في الحكم ومراقبة السلطات العامة، والتعاون في تطبيق القوانين وإنجاح خطة التنمية والحيلولة دون وقوع الشعب أو بعض مناطقه تحت دكتاتورية طبقة أو فئة أو حزب أو فرد. ومن ذلك الحين إلى يومنا هذا وهم يلوكون هذه الشعارات لم يخرجوا من دائرتها.
نصت الأحكام المؤقتة للنظام الأساسي آنذاك على تشكيل هيئة تأسيسية تتألف من 61 إلى 81 عضو تعلن قيام الاتحاد اليمني وتصدر النظام الأساسي وتزاول جميع اختصاصات اللجنة العليا إلى أن يجتمع المؤتمر الوطني بعد عام واحد من إعلان قيام الاتحاد اليمني. أرجو أن لا تكون هيئة المصالحة والتشاور الحالية صورة طبق الأصل لهيئة الاتحاد اليمني في المضمون والغرض والهدف. ومع ذلك فإن تناقضات بين أجنحة السلطة حالت دون انعقاد المؤتمر الوطني للاتحاد اليمني.
في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين المنصرم كان مقر الاتحاد اليمني في عدن لمناوئة النظام الإمامي. عرف الاتحاد اليمني حينها باسم حركة الأحرار. وهي حركة إصلاحية تدعو إلى توافق مصالح الطبقات المستغلة والمستغلة والتسامح الاستغلال. شكلت مجلس شورى في الشمال أعضاؤه عرفوا بالدستوريين. الحركة فشلت بعد 21 يوم من تسلمها للسلطة، لأن الخط الثوري للنظام الجمهوري هناك لم يرق لبعضهم فانحازوا للمعارضين.
المجلس الأوروبي ومعهده للسلام الذي دشن مشروع لحل النزاعات في اليمن أطلقه نشطاء يمنيون في مجال حقوق الإنسان تحت عنوان مبادرة مسارات المصالحة كأول منصة شعبية في اليمن تهدف إلى إرساء السلام وتحقيق المصالحة، بإمكانه الاستفادة في مهامه مما تقدم من نبذة تاريخية مختصرة عن الصراعات في اليمن الشمالي. حيث أن هناك أوجه شبه الاتحاد اليمني والمنصة. ونحذر من استغلال المنصة في فتح جبهة معارضة للجنوب تهاجم تطلعات شعبه في مقابل وقف الحرب في الشمال. المقال تحت عنوان مسارات المصالحة اليمنية من رحم الاتحاد اليمني
النشاط بآليات متشعبة مادية وبشرية مدركة وغير مدركة بما تقوم به، وبتخطيط محنك وبرنامج حافل يستوعب التجربة من بداياتها فالمراحل التي مرت بها، ثم فشلها. فهل نجرب المجرب مرة أخرى في اليمن الشمالي ونعممه على الجنوب؟! الإمامة والثورة والجمهورية فالوحدة كمشاريع قصيرة المدى. ماالمشروع الذي نجح منها حتى الآن ليكون وجوديا متكاملا ثابتا على الأرض في التاريخ الحديث، متفاعلا يستقطب من حوله عن وعي يؤثر ويتأثر.
لعل الأمر يتطلب القيام بتشخيص العلل والمشكلات والنزاعات بموضوعية من الجميع، وبدرجة أساسية من هيئة المصالحة والتشاور. فإن لم يجر لها فحصا دقيقا فإنه من الصعب معالجتها بشكل صحيح وحلها حلا سليما من قبلها ومن قبل مجلس القيادة الرئاسي ولا من الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي أو الاتحاد الأوروبي ومجلسه الديمقراطي ومعهده للسلام الذي يدعم تحقيق مصالحة وإرساء سلام من خلال تشكيل حركة وطنية وحراك شعبي في اليمن، والذي لم يلتفت قط إلى الحراك الجنوبي منذ انطلاقته في 2007م، ولم يعر أي اهتمام لمطالب شعب الجنوب التواق لمن يدعم مسار مطالبه وربطها بالمسارات الرسمية الرامية إلى تحقيق الاستقلال والمصالحة والسلام، وفصلها عن مسارات المصالحة المحلية اليمنية الشمالية الهادفة إلى تسوية صراعاتهم التي لم ولن تنتهي. لماذا؟ وكيف؟
توفر أسباب توالي الانقلابات في اليمن الشمالي وما ولدته بصورة منتظمة ومزمنة لصراعات محتدمة في جولات وصلت إلى يومنا هذا. من عواملها الجذرية ونتائجها الوخيمة فقدان ثورة 26 سبتمبر لطابعها الشعبي، وانقسامات الحركة الشعبية والوطنية والقوى السياسية والأحزاب ثوريين وإصلاحيين وإماميين يتصارعون فيما بينهم. فمن دون وضع النقاط على الحروف وإعادة طبيعة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل 22 مايو 1990م يمنان، أو يمن واتحاد جنوب عربي عل الخارطة السياسية وجدول الأعمال فلن تكون هناك حلول ومصالحة وسلام. ذلك إذا وجدت الرغبة في عدم إضاعة الوقت وإطالة الأزمة وتعميق المعاناة، لأن المستفيدون هم تجار الحروب يجدون سوقا مفتوحة لجني الأموال الطائلة تعزز نفوذهم.
علينا أن نرجع بذاكرتنا إلى تنظيم اسمه الاتحاد اليمني الذي جمع المعارضة اليمنية القديمة لبيت حميد الدين. وهو تسمية جديدة للجمعية اليمنية الكبرى التي تمكنت في 17 فبراير 1948م من اغتيال الإمام يحيى بانقلاب عليه. نظامه الأساسي أعلن في 18 فبراير 1973م أهم ما نص عليه تنظيم جماهير الشعب وتجميع فئاته وتمكينها من المشاركة في الحكم ومراقبة السلطات العامة، والتعاون في تطبيق القوانين وإنجاح خطة التنمية والحيلولة دون وقوع الشعب أو بعض مناطقه تحت دكتاتورية طبقة أو فئة أو حزب أو فرد. ومن ذلك الحين إلى يومنا هذا وهم يلوكون هذه الشعارات لم يخرجوا من دائرتها.
نصت الأحكام المؤقتة للنظام الأساسي آنذاك على تشكيل هيئة تأسيسية تتألف من 61 إلى 81 عضو تعلن قيام الاتحاد اليمني وتصدر النظام الأساسي وتزاول جميع اختصاصات اللجنة العليا إلى أن يجتمع المؤتمر الوطني بعد عام واحد من إعلان قيام الاتحاد اليمني. أرجو أن لا تكون هيئة المصالحة والتشاور الحالية صورة طبق الأصل لهيئة الاتحاد اليمني في المضمون والغرض والهدف. ومع ذلك فإن تناقضات بين أجنحة السلطة حالت دون انعقاد المؤتمر الوطني للاتحاد اليمني.
في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين المنصرم كان مقر الاتحاد اليمني في عدن لمناوئة النظام الإمامي. عرف الاتحاد اليمني حينها باسم حركة الأحرار. وهي حركة إصلاحية تدعو إلى توافق مصالح الطبقات المستغلة والمستغلة والتسامح الاستغلال. شكلت مجلس شورى في الشمال أعضاؤه عرفوا بالدستوريين. الحركة فشلت بعد 21 يوم من تسلمها للسلطة، لأن الخط الثوري للنظام الجمهوري هناك لم يرق لبعضهم فانحازوا للمعارضين.
المجلس الأوروبي ومعهده للسلام الذي دشن مشروع لحل النزاعات في اليمن أطلقه نشطاء يمنيون في مجال حقوق الإنسان تحت عنوان مبادرة مسارات المصالحة كأول منصة شعبية في اليمن تهدف إلى إرساء السلام وتحقيق المصالحة، بإمكانه الاستفادة في مهامه مما تقدم من نبذة تاريخية مختصرة عن الصراعات في اليمن الشمالي. حيث أن هناك أوجه شبه الاتحاد اليمني والمنصة. ونحذر من استغلال المنصة في فتح جبهة معارضة للجنوب تهاجم تطلعات شعبه في مقابل وقف الحرب في الشمال.