قال تحليل نشرته صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية للكاتبة آنا بارسكي إن “دور إسرائيل في المنطقة تغيّر من لاعب محوري إلى مراقب بعيد. فخلال زيارة ترامب للشرق الأوسط سيلتقي عدد من الرؤساء العرب ولن يلتقي نتنياهو. وهذا التطور يثير قلق إسرائيل.”
وأضاف التحليل أن “الأمير محمد بن سلمان وجه دعوة للرئيس محمود عباس ضمن مجموعة من القادة العرب الذين سيلتقون بالرئيس الأمريكي خلال زيارته للسعودية. وبهذا يُرسل رسالةً مفادها “لا يُمكن تجاوز السلطة الفلسطينية”، رغم محاولات إسرائيل ذلك.”
مشيراً إلى أن “إصرار السعودية على مشاركة عباس ليس مجرد إشارة داخلية أو لفتة للعالم العربي الأوسع، بل يعكس ديناميكيات سياسية وأمنية إقليمية متغيرة، وهي لا تصب في مصلحة إسرائيل.”
ولفت التحليل إلى أن “أهمية إسرائيل الدبلوماسية تتضاءل، ومكانتها في أدنى مستوياتها التاريخية. حيث إن نتنياهو لا يقدم أي عرض مقنع لرئيس أمريكي يتبنى نهجًا براغماتيًا يركز على النتائج ويمضي قدمًا في أولوياته، وهذا ما يحدد المشهد. ما يقلّص الحاجة إلى إدماج إسرائيل في صفقات كبرى كاتفاقيات التجارة أو التعاون النووي مع السعودية.”
مضيفًا أن “الموقع الإقليمي لإسرائيل تدهور. على عكس ما كان قبل 7 أكتوبر 2023، فإسرائيل لم تعد عاملاً أساسياً في المعادلة. ولم يعد التطبيع شرطًا للعلاقات الأمريكية السعودية في 2025.”
وأوضح التحليل أنه “في ظل هذا المشهد المتغير، يواجه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الكثير من الضغوط من العالم العربي، ويجب عليه أن يُظهر تضامنه مع القضية العربية، لا مجرد الانحياز الاقتصادي لواشنطن.”
معتبراً أن “لدعوة عباس غرضٌ آخر أيضًا. فصورة الزعيم الفلسطيني إلى جانب رؤساء دول عربية والرئيس الأمريكي تُضفي الشرعية على أي اتفاق أمريكي سعودي لدى الرأي العام العربي.”
وخلُص التحليل إلى أن “تهميش ترامب يقلل من أهمية إسرائيل في المنطقة. فلا أحد في المنطقة سيحسب لإسرائيل حساباً، إذا كان حتى الرئيس الأمريكي يبدو غير معني، سواء بتهديد الحوثيين أو باتفاق سعودي محتمل في الشرق الأوسط.”