بدأت قيادة الكلية الحربية مؤخرًا تدشين عملية استقبال الطلاب الجدد من حملة الشهادة الثانوية العامة، الذين سجّلوا بياناتهم عبر الرابط الإلكتروني الرسمي للكلية، وذلك في إطار عملية قبول شفافة تستند إلى معايير واضحة تم إعلانها مسبقًا.
وبتوجيهات من معالي وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري، شُكلت لجنة متخصصة لمقابلة الطلاب المتقدمين ممن تنطبق عليهم الشروط، دون أي تمييز بين غني أو فقير، أو ابن مسؤول وابن مواطن بسيط، فالجميع أمام معيار واحد: الكفاءة واستيفاء الشروط الأكاديمية والصحية والوطنية.
وبحكم عملي الإعلامي ضمن فريق معالي الوزير، قمت اليوم بزيارة ميدانية إلى مقر الكلية الحربية، وتحديداً إلى موقع اللجنة التي فيها ممثلين عن رؤساء الهيئات المختصة في وزارة الدفاع وممثلين من الكلية الحربية يرأسها العميد الركن محمد الصوفي، نائب أركان الكلية. وقد لفت انتباهي روح الانضباط، والاهتمام بتنظيم إجراءات الاستقبال، وحُسن التعامل من قِبل أعضاء اللجنة، الذين أدوا مهامهم بكل تواضع، وتفانٍ، وانضباط.
في الحقيقة ان مثل هذا العمل يعيد إلى الأذهان صورة الجيش الوطني المنضبط، الذي تأسس في مراحل سابقة على أسس مؤسسية ومهنية صلبة، وهو ما يُؤسس اليوم من جديد، من خلال هذه الدفعة الجديدة التي أراها نواة صادقة لمستقبل الدولة، كونها بدأت طريقها بمعايير وطنية خالصة، من أولى خطوات التسجيل، وحتى تخرجها المنتظر بإذن الله.
ومن الجدير بالذكر أن اللجنة ما تزال تواصل مقابلة الطلاب من مختلف المحافظات، وقد تبقّى فقط محافظة او محافظتين وسيتم استكمال استقبال طلابها خلال الأيام القادمة، في إطار الحرص على شمول جميع المؤهلين من كافة أنحاء الوطن.
وقد تكون شهادتي مجروحة بحق معالي الوزير الفريق الركن محسن الداعري، لكن ما أشهده اليوم ليس سوى أحد تجليات رؤيته الواسعة لإصلاح المؤسسة العسكرية وتطويرها. رؤية لا تقتصر على تخريج دفعات نموذجية، بل تمتد لتأسيس بنية حقيقية لجيش وطني حديث، قادر على حماية الأرض، وصون السيادة، ومواجهة التحديات.
نحن أمام وزير استثنائي، يملك روحًا وطنية حقيقية، ويعمل في صمت، ويؤسّس لمستقبل يتجاوز اللحظة الراهنة، برؤية بعيدة المدى تُرسخ بناء جيش وطني قوي ومستدام.
وفق الله خطاه، وسدّد جهوده لما فيه خير الوطن والقوات المسلحة.