يتابع تجمع الحراك الجنوبي الحر، باهتمام بالغ، التطورات الاقتصادية الأخيرة في العاصمة المؤقتة عدن والمناطق المحررة، حيث شهدت العملة الوطنية – الريال – ارتفاعاً ملحوظاً أمام العملات الأجنبية بنسبة تجاوزت 40% خلال فترة وجيزة، مما انعكس إيجاباً على القدرة الشرائية للمواطنين، وأعطى مؤشراً أولياً على إمكانية تحقيق الاستقرار النقدي .
وفي هذا السياق، يشيد التجمع بالدور البارز للبنك المركزي اليمني، والإصلاحات التي يقودها رئيس مجلس الوزراء الأخ سالم بن بريك، بالتنسيق مع مجلس القيادة الرئاسي برئاسة الرئيس رشاد العليمي، في إدارة السياسة النقدية بكفاءة، واتخاذ إجراءات داعمة لوقف تدهور العملة وتحقيق التحسن الأخير، مع أهمية استمرار دعم المجتمع الدولي لهذه الخطوات الإصلاحية لما لها من أثر مباشر في تعزيز الاستقرار الاقتصادي والمعيشي، مما يوفر بيئة مواتية لتحقيق الأمن والسلم المجتمعي والدولي .
وإذ نرحّب بهذه التطورات الإيجابية التي بعثت الطمأنينة في نفوس المواطنين، فإننا نؤكد أن استمرار هذا التحسن يتطلب استكمال الخطوات المتخذة باستراتيجية إنقاذ اقتصادي وانساني تنطلق من المحاور التالية:
1. ترسيخ سياسة نقدية متماسكة يقودها البنك المركزي بالتكامل مع سياسة مالية رشيدة من مجلس الوزراء ووزارة المالية.
2. توريد كافة الإيرادات العامة إلى البنك المركزي ووقف أي تدخلات محلية في التصرف بها.
3. مكافحة المضاربات في سوق الصرف وتجفيف منابع تمويل الإرهاب المباشر وغير المباشر، مع استمرار الحملات القانونية والإعلامية لردع المخالفين.
4. تفعيل أجهزة الرقابة التابعة لوزارة الصناعة والتجارة لضبط الأسعار، بدلاً من إسناد المهمة إلى جهات أمنية أو سلطات محلية، لضمان تنفيذ القانون على الجميع.
5. إغلاق منافذ الفساد التي تستنزف موارد الدولة، وتعزيز الشفافية في المؤسسات الإيرادية.
ويؤكد التجمع أن تحقيق الاستقرار النقدي والاقتصادي يتطلب رؤية موحدة لمجلس القيادة الرئاسي تنفَّذ حكومياً بانسجام ودون إرباك، بما يتيح تدفق الاستثمارات المحلية والأجنبية، ويعزز فرص العمل، ويمهّد لمرحلة نمو اقتصادي مستدام.
ختاماً، يجدد تجمع الحراك الجنوبي الحر دعوته لجميع القوى الوطنية إلى تجاوز ماضوية الذهنية والممارسة السياسية، وجعل مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار، والعمل بروح المسؤولية المشتركة بعيداً عن الإقصاء والوصاية، للحفاظ على المكتسبات الاقتصادية الأخيرة، والانتصار للتضحيات غير المسبوقة في تاريخ اليمن الحديث، من أجل الكرامة والدولة العادلة، تلك التضحيات التي سطرها شهدائنا الابرار ودفع أثمانها كل مواطن من كل المحافظات، لتجاوز سنوات الحرب التي تسبب فيها انقلاب مليشيا الحوثي، سعياً نحو تحقيق السلام العادل والأمن والتنمية في عموم اليمن.