تساءل تحليل نشرته صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية عن مدى فعالية الضربات الإسرائيلية ضد الحوثيين بعد أن تراجعت وتيرة هجماتهم. وقال: “هل تم بالفعل إضعاف قدرات الحوثيين، أم أن مخزونهم من الصواريخ تعرض للاستنزاف وجعلهم غير قادرين على مواصلة الوتيرة السابقة للهجمات.”
وأضاف التحليل أن “حجم النيران الحوثية تقلّص مقارنة بذروته السابقة، إذ كانت هناك فترات يشن فيها الحوثيون هجمات شبه يومية أو كل يومين.”
وأشار إلى أن “إطلاق الصاروخ الحوثي في 17 أغسطس شكّل رسالة واضحة بأنهم ما زالوا قادرين على تهديد إسرائيل. وهذا يوضح أن الضربات الجوية الدقيقة التي نفذها الجيش الإسرائيلي ضدهم على مدى 22 شهراً لم تفلح في وقف خططهم بشكل كامل.”
وأوضح التحليل أن “الحوثيين ما زالوا يطلقون صواريخ باليستية على إسرائيل، وهو ما يدل على استمرار امتلاكهم لهذه الصواريخ القادرة على بلوغ الأراضي الإسرائيلية.”
واعتبر أن “الحوثيين غيّروا من أساليب تهديدهم بمرور الوقت. فقد استخدموا الصواريخ الباليستية وصواريخ الكروز والطائرات المسيّرة لضرب إسرائيل، كما نفذوا عملية اختطاف للسفينة Galaxy Leader. وبثّوا الرعب في حركة التجارة البحرية باستخدام المسيّرات والزوارق الصغيرة لمهاجمة سفن الشحن، وهو ما يشكّل خطراً على التجارة العالمية.”
وأضاف أن “إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت قد نفذت ضربات جوية محدودة ضد الحوثيين في مارس الماضي في محاولة لردعهم، لكن استمرارهم في مهاجمة السفن أظهر أن ذلك لم يحقق الردع المطلوب.”
ويرى التحليل أن “الضربات الإسرائيلية ضد الحوثيين تأتي ضمن الحرب متعددة الجبهات التي تخوضها إسرائيل. وتكمن أهميتها في أنها تعكس العقيدة العسكرية الإسرائيلية الحالية القائمة على العمل المتزامن في عدة جبهات، وعدم تخفيف الضغط على الجماعات المسلحة التي تصفها بـ “الإرهابية”.”