في غضون أسبوع واحد فقط، استطاع الرئيس عيدروس الزُبيدي أن يُربك المشهد بالكامل، ويخلط كل حسابات خصومه حتى بدوا وكأنهم لا شيء أمام واقعٍ جديد يتشكل.
فمجرد تلميح الرئيس بضم المناطق المحررة في تعز ومأرب إلى الجنوب كان كفيلًا بإشعال الارتباك في صفوف جماعة الإخوان وأحزاب صنعاء، بعد أن أدركوا أن حديثه نابع من واقعٍ ملموس:
شمال تحكمه جماعة حوثية بمشروع مذهبي طائفي، وجنوبٌ محررٌ يديره أبناؤه بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي.
ولا خيار أمام مديريات مأرب وتعز التي تسمي نفسها “الشرعية” إلا أحد أمرين:
إما تحرير الشمال والبقاء ضمن دولتهم في الشمال ليكون الحوار لاحقًا بين دولتين – شمال وجنوب،
أو الانضمام إلى دولة الجنوب بالمناطق التي يسيطرو عليها في تعز ومأرب وأخذ حصتهم من السلطة وفقًا للجغرافيا التي ينضمون بها إلى الجنوب.
وهذا الطرح بالذات أربك حسابات الخصوم وجعل الجميع أمام واقع جديد لا يمكن تجاهله.
بهذه الخطوة، وضع الرئيس عيدروس الجميع أمام حقيقةٍ واضحة للحلول وإنهاء الصراع، فهو الخيار الوحيد القادر على قصم ظهر الأزمة، وبذلك قضى فعليًا على ما يسمى المرجعيات الثلاث، ونسف مشروع الأقاليم، وأنهى ما تبقّى مما يسمى بـ”الشرعية” وأحزابها التي كانت ولا تزال العائق الأكبر أمام أي حل واقعي ومستدام.
أما جماعة الإخوان وأحزاب صنعاء فما زالوا حتى اللحظة تحت تأثير الصدمة بعد هذا التلميح التاريخي.
لكن عليهم أن يستعدوا، فالقاضية في الطريق.
غدًا الاثنين 13 أكتوبر 2025، في الذكرى الـ62 لثورة 14 أكتوبر المجيدة،
ترقبوا القرارات التاريخية والمفاجآت الكبرى التي ستُعيد رسم ملامح دولة الجنوب القادمة.