في الذكرى الأولى لرحيل والدي الحبيب العميد/ نصر شائف سعيد رحمة الله تعالى عليه؛ أستمطر شآبيب الرحمة على روحه الطاهرة وأدعو الله مخلصاً أن يجمعنا به في الفردوس الأعلى وفي عليين مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين.
في هذا اليوم أستذكر الرجل المكافح، العصامي الذي ضحّى بالغالي والنفيس في سبيل أن يقدّم لمجتمعه، و وطنه نتاجاً من القوى البشرية الكفؤة ذات الخُلق الرصين؛ فكان نموذجاً يحتذى في التربية وصناعة الرجال المخلصين، والنساء الماجدات ؛ وجعل من مخرجات الرجل العسكري ثلة من القادة، وخريجي الجامعات، ومربيات الأجيال الفاضلات ليس من ابنائه وبناته فقط، وانما من غيرهم ممن عاش معه وفي كنفه، وتأثر بهذا الرجل العظيم..
وفي هذا اليوم أستذكر الإنسان الذي كان على قدر كبير من الخُلق ولم يسيء لشخص بحياته، فكان وفياً وطيباً مع كل الناس؛ فنال محبة كل الناس.
وفي الذكرى الأولى لرحيل والدي الحنون أستذكر حُبّه لكل الناس فلم يطرق الكُره أو الظُلم أو مجتمع الكراهية يوماً بابه لأنه كان محباً للبعيد والصديق والقريب؛ فأحبّة كل من عرفه.
في هذا اليوم أتذكرك، وأفتقدك يا والدي الغالي لأنك كنت أباً وفياً، وصالحاً، وقدوةً صالحة لإبنك الوحيد، وبناتك، ولهذا ما نزال نبكيك حتى اليوم،
و نتضرع إلى المولى العلي القدير أن يكلأك برعايته ورحمته، ويجمعنا بك بالفردوس الأعلى؛ فلقد اشتقنا لك ولإبتسامتك المشرقة ونبرات صوتك التي كانت تحيي بيتنا وتملئه فرحا وبهجةً وسروراً.
أبي العظيم.. أستذكر في ذكرى رحيلكم بأنكم كنتم مدرسةً بل جامعةً في الإيثار وحب الخير للآخرين ولو كان على حساب نفسك ومصلحتك، وبسبب هذه الخصلة الفريدة التي تميزت بها عن غيرك فقد تخليت لغيرك عن العديد من المزايا والمكاسب المادية والمعنوية التي كانت في متناول يديك ولكنك آثرت أن تتخلى عنها لغيرك في سبيل إرساء ثقافة حب الخير للآخرين، أسأل الله أن يجعل ما قدمته في ميزان حسناتك
اشتقنا لكم واشتاقت لكم أسرتكم من زوجة وأبناء وبنات وإخوة وأخوات؛ واشتاق إليكم أحفادكم ممن كنت تداعبهم وتمنحهم حبّاً وحناناّ وتخلق البسمة على محيّاهم.
في الذكرى الأولى لرحيلك يا رمز الكفاح والعصامية، أستذكر جهادك للعمل لبناء أسرتك بالتعليم والعمل لأجل أن لا يحتاج أبناؤك وبناتك لأحد؛ فخلقت العصامية والاعتماد على النفس والسعي لبناء غد أجمل صفة مثلى لكل واحد فينا.
في الذكرى السنوية الأولى التي مرّت كوميض البرق؛ فهمت بأن الحياة لا تستحق جناح بعوضة؛ وفهمت بأننا نلهث وراء سراب؛ وبأن علينا أن نزهد ونُحبّ كل الناس؛ وفهمت بأن كل من عليها فانٍ ويبقى وجه ربّك ذو الجلال والإكرام.
في ذكرى رحيلك الأولى يا والدي الغالي لن أنسى بزّتك العسكرية ومدلولاتها الوطنية وتربيتك لنا على حبّ الوطن ومؤسساته، والتضحية في سبيل عزته، وحرية شعبه، والسعي للرقي به وتنميته ليغدو وطناً لجميع ابنائه
مهما كبرت يا أبتي سأبقى طفلاً في حضرتكم، وتلميذاً في مدرستكم الأخلاقية النبيلة، وسأبقى جندياً متدرباً في معسكركم الوطني.
والدي الحبيب الغالي أسأل الله أن يغمركم بواسع رحمته، ومغفرته، وينير مرقدكم، وأن يجمعنا معكم في أعالي الجنان بحوله تعالى.