في إنجاز علمي وعسكري بارز، نال العقيد باسل محمد علي زيد، درجة الماجستير في العلوم العسكرية من الأكاديمية العسكرية العليا بالعاصمة عدن، وذلك بعد مناقشة بحثه الفردي العسكري رقم (1706)، المقدم ضمن الدورة السابعة عشرة (قيادة وأركان)، تحت عنوان: «التمدد الشيعي وانعكاساته على موازين القوى الإقليمية».
وتناول البحث واحدة من أكثر القضايا الاستراتيجية تعقيدًا في الشرق الأوسط، وهي ظاهرة التمدد الشيعي التي تشهدها المنطقة خلال العقود الأخيرة، باعتبارها أحد أبرز التحولات الجيوسياسية التي أعادت تشكيل موازين القوى وأثّرت بشكل مباشر على الأمن القومي العربي.
سلّط الباحث العقيد باسل زيد الضوء على الدور الإيراني وأذرعه العسكرية والسياسية في المنطقة، وتحليل آليات النفوذ التي تعتمد عليها طهران في تنفيذ مشروعها التوسعي عبر الصراعات الإقليمية والحروب بالوكالة، مشيرًا إلى أن هذا التمدد لم يعد مجرد ظاهرة مذهبية، بل أصبح أداة استراتيجية لإعادة توزيع مراكز القوة والنفوذ في الشرق الأوسط.
كما قدّم الباحث رؤية تحليلية عسكرية واستراتيجية متعمقة حول التأثيرات الأمنية والسياسية لهذا التمدد على الاستقرار الإقليمي، وعلى التوازنات بين القوى العربية والإقليمية، مستعرضًا السيناريوهات المحتملة لمستقبل المنطقة في ظل تصاعد الصراع بين المحاور الإقليمية المتنافسة.
ودعا الباحث في ختام بحثه إلى ضرورة تعزيز العمل العربي المشترك وبناء تحالفات دفاعية موحدة، إلى جانب تفعيل الردع الاستراتيجي العربي لمواجهة التهديدات المتزايدة، مؤكدًا أن وحدة الموقف العربي تمثل حجر الزاوية في حماية الأمن القومي وصون السيادة الإقليمية.
وقد أشرف على البحث العميد الركن حمود محسن سالم، وراجعه العميد الركن ناجي أحمد المشدلي، وأثنت لجنة المناقشة على الطرح العلمي الرصين والمنهجية التحليلية الدقيقة التي اعتمدها الباحث، معتبرة أن الدراسة تشكل إضافة نوعية للمكتبة العسكرية العربية لما تحمله من أبعاد استراتيجية عميقة وتوصيات مهمة لصنّاع القرار العسكري والسياسي.
ويعد العقيد باسل زيد من الكوادر العسكرية الجنوبية المتميزة التي جمعت بين الكفاءة الميدانية والعمق الأكاديمي، ويمثل حصوله على درجة الماجستير تتويجًا لمسيرة مهنية حافلة بالعطاء والانضباط، ومؤشرًا على اهتمام المؤسسة العسكرية بتأهيل ضباطها تأهيلاً علمياً متقدماً يتناسب مع التحديات الأمنية المعاصرة.