قال تقرير نشرته صحيفة “التلغراف” للكاتب أفشين مدادي، وفقًا لمسؤولين إيرانيين، إن “إيران فقدت السيطرة على الحوثيين في اليمن، وتكافح الآن للحفاظ على ما تبقى من قوات محور المقاومة في أنحاء الشرق الأوسط.”
وأضاف التقرير أن “الحوثيين خرجوا عن السيطرة منذ فترة، وهم الآن متمردون بالفعل، فلم يعودوا يصغون لطهران كما اعتادوا، كما تتصرف بعض المجموعات في العراق بالطريقة نفسها.”
وأشار التقرير إلى أن “قائدًا رفيعًا في الحرس الثوري الإيراني وصل إلى صنعاء الأسبوع الماضي في محاولة لإعادة المتمردين الحوثيين إلى دائرة نفوذ طهران، كجزء من خطة الحرس الثوري لاسترضاء الحوثيين وإعادة بناء محور المقاومة، كما تسعى طهران إلى تعزيز دعمها للمتمردين اليمنيين بعد فترة ركود استمرت عدة أشهر.”
وذكر التقرير أن “إحدى خطط شهلايي هي حثّ الحوثيين على التعاون أكثر من قبل لأنهم المجموعة الوحيدة المتبقية التي تعمل بفاعلية. حيث يحاول الحرس الثوري ملء فراغ قيادي داخل الحوثيين، لكن طهران نفسها تشهد ارتباكًا متزايدًا.”
ويرى التقرير أن “المسؤولين الإيرانيين بعد الحرب مع إسرائيل باتوا يعتمدون بشكل متزايد على الأصول القليلة المتبقية لهم في المنطقة: بعض الميليشيات المختارة في العراق والحوثيين في اليمن.”
لافتًا إلى أن “الأزمة مع وكلاء إيران تمثل تحوّلًا جذريًا في الوضع الإقليمي للنظام، إذ تُجبر طهران على مواجهة انهيار استراتيجية استمرت أربعة عقود اعتمدت على استخدام الوكلاء بدلًا من الانخراط العسكري المباشر.”
واعتبر التقرير أن “القطيعة بين الحوثيين وإيران ترجع إلى أبريل الماضي، عندما فشلت طهران في نجدتهم خلال الضربات الأمريكية المكثفة خشية الانجرار إلى مواجهة مباشرة مع واشنطن. حيث وسّع الحوثيون تحالفاتهم وخطوط إمدادهم خلال الأشهر الماضية سعيًا لتقليل اعتمادهم على الدعم الإيراني.”
وخلص التقرير إلى أن “هناك منفعة لكلٍّ من إيران والحوثيين في العمل معًا، وقد فعلوا ذلك. لكن هناك مصالح متباينة، وسيعمل كل طرف وفق مصلحته عندما يراها مناسبة، سواء في الحالة الإيرانية أو الحوثية، ما يجعل العلاقة أقرب إلى “الفرنشايز” — أي نموذج الامتياز الذي يستفيد فيه طرف من نفوذ طرفٍ أكبر مع احتفاظه باستقلالية واسعة — منه إلى التبعية الكاملة.”