من خلال متابعتي الدقيقة للمشهد السياسي والعسكري خلال السنوات الماضية، برزت أمامي شخصية استثنائية أثبتت حضورها محلياً وإقليمياً ودولياً، وهي شخصية الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي.
لقد قدّم الرئيس الزبيدي نموذجاً ناجحاً في إدارة عمليات تحرير حضرموت وإعادة الأمن إليها، بفضل قدرته على توحيد القوى العسكرية وتوجيهها باحترافية عالية، كما أثبت في إدارة شؤون الجبهات صلابة عسكرية ممزوجة بحكمة سياسية نادرة، جعلته قائداً ميدانياً وسياسياً في آن واحد، وهذا الحدث سوف يعمل على نقلة نوعية من تحرير حضرموت إلى موقع إقليمي ودولي مرموق.
وعلى الصعيد الخارجي كانت تحركاته الفاعلة ولقاءاته مع منظمات دولية ومحلية، وتواصل معه رؤساء تحرير الصحف العالمية، إضافة إلى لقاءاته بقيادات دول كبرى، كل ذلك يعكس مكانته كـرجل دولة من الطراز الرفيع قادر على إيصال صوت شعبه إلى المحافل الدولية بوضوح وثقة.
كما أن نجاحاته في مكافحة الإرهاب لم تأتِ من فراغ، بل كانت نتيجة اختيار دقيق لمستشاريه، وتشكيل فرق عمل متخصصة، والاعتماد على رؤى إستراتيجية أثبتت فعاليتها على الأرض، وهذا يعني شخصية الرئيس عيدروس قيادة تفرض حضورها في الداخل والخارج.
ولا يمكن تجاهل سمة مهمة تميّزه، وهي أنه رجل دولة خالٍ من العنصرية والمناطقية، بعيد عن النزعات الدموية، قيادي حكيم، رزين في قراراته، يؤمن بالحوار ويقدّر الشراكة الوطنية، وصحيح هناك وُجهت أخطاء بسيطة من بعض المحيطين به، ولكنها أخطاء لا تُحسب عليه، وأنا على ثقة بأنه لا يتأثر بأي مشورة خاطئة، بل يستفيد من كل تجربة ويحوّلها إلى درس في طريق الإصلاح والبناء.
توقعاتي المستقبلية ورؤيتي لمستقبل الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي بإنه شخصية مرشحة بقوة ليكون لها دور عظيم في إدارة ملفات حساسة في الوطن العربي، بل وعلى المستوى الدولي أيضاً، ولا أستبعد أن يتم تعيينه من قبل دول كبرى في منصب رفيع على مستوى الشرق الأوسط لمكافحة الإرهاب وإدارة ملفات الأمن الإقليمي.
تذكروا توقعاتي، فالأيام ستشهد مكانة أكبر لهذا الرجل.