خلال لقائه بالسفير المصري، الزبيدي “يشيد بدور مصر العظيم والأصيل عبر التاريخ”
هل مثل اللقاء ضربة معلم من حيث دلالاته – أهميته – وتوقيته!
الصدارة سكاي: قسم الرصد والتحليل
التقى اللواء عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، بالسفير المصري لدى اليمن
اللقاء وصفه مراقبون بأنه ضربة معلم من قبل الزبيدي، فهو يكتسب أهمية خاصة، نظرًا لدلالاته وتوقيته، وكلام الزبيدي للسفير أثناء اللقاء.
بشكل خاص بالنظر إلى الأزمة الأخيرة التي ظهرت بين اليمن ومصر بعد أن زار وزير الخارجية اليمني أثيوبيا وأطلق منها تصريحات داعمة لأثيوبيا، وفسرت على أنها داعمة لإجراءاتها، في سد النهضة، ومعادية لمصر والسودان.
استعرض الزُبيدي خلال اللقاء “دعم مصر التاريخي ووقوفها إلى جانب شعبنا على امتداد التاريخ، مؤكدا أن مصر كانت وستظل الوجهة الرئيسية لأبناء الجنوب، واليمن عموما، خصوصا وأنها الدولة الشقيقة التي فتحت أبوابها للملايين من أبناء شعبنا الذين لجؤوا إليها هربا من ويلات الحرب، أو لتلقي العلاج، أو للدراسة”.
بنظر مراقبين يمكن أن يؤدي هذا اللقاء إلى دعم أكبر للمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يسعى إلى الاستقلال، واستعادة جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية التي دخلت في وحدة بالتراضي مع الجمهورية العربية اليمنية، قبل أن تقوم الأخيرة بإعلان الحرب وغزو الجنوب بعد أقل من أربعة أعوام على قيامها .
يرى محللون بأن اللقاء الثنائي بين المجلس الانتقالي الجنوبي وجمهورية مصر مهم لأنه يدل على تعزيز العلاقات بين لاعبين مهمين، حيث يمثل المجلس الانتقالي الجنوبي كقوة وتأثير كبير في اليمن عامة، والجنوب على وجه الخصوص، بينما تعد مصر دولة عربية رائدة لها تاريخ غني ومعقد في اليمن والمنطقة الأوسع.
لعبت مصر تاريخيا دورًا مؤثرا في اليمن خلال الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. في الآونة الأخيرة ، أعربت مصر عن دعمها للوقوف ضد المتمردين الحوثيين وهي جزء من التحالف العربي الذي يدعم جهود استعادة الاستقرار والأمن إلى البلاد.
ويعتقد مراقبون بأن اللقاء سيسهم في فتح قنوات تواصل كبيرة بين مصر والمجلس الانتقالي الجنوبي خصوصًا وأن المجلس يتشارك بالكثير من الرؤى والنهج مع القيادة المصرية في محاربة التطرف، وعلى عداء واضح مع الإخوان المسلمين والجماعات التي تتبعها .
ورغم أن اللقاء ليس الأول بهذا المستوى، بل لأنه أتى في توقيت مهم، حيث شعرت مصر بطعنة غادرة بعد تصريحات وزير الخارجية اليمني من أثيوبيا.
وذهب آخرون لاستحضار عمق العلاقات التي كانت تربط جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية، بجمهورية مصر العربية، حيث كانت علاقة البلدين متأرجحة، لكنها وقت المصائب على أي منهما تكون أكثر رسوخًا وعمقًا، حيث لعبت مصر دورًا كبيرًا في دعم الثورة ضد بريطانيا، وكان لها فضلًا كبيرًا في تحقيق تطلعاتها، بينما وقفت جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية، إلى جانب مصر في حرب العبور، وأغلقت الدولة الوليدة، مضيق باب المندب أمام السفن الإسرائيلية، الأمر الذي أسهم بشكل كبير في تحقيق أول انتصار عربي ساحق على إسرائيل.
كما أن موقف مصر من حرب صيف 1994 كان واضحًا وحازمًا بعدم جواز فرض الوحدة بالقوة، الأمر الذي كرره المصريون على لسان وزير الخارجية حينها، بل وعلى لسان الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك.