إستعادة دولة الجنوب الوطنية حق ثابت وأصيل لشعبنا الجنوبي؛ وهي هدف وطني مشروع وعادل لن تحققه الشعارات وضجيج من يحلقون عالياً فوق سماء الواقع ويرفعون سقف الآمال وبصورة مفرطة؛ وكذلك لن تمنع موجات الضخ الإعلامي المعادي الذي يهدف لرفع منسوب اليأس عند الناس ومحاولة إقناعهم بصعوبة إستعادتها؛ ولكنها رغم ذلك ستعود حتماً؛ وتصبح ذات يوم مشرق حقيقة واقعة في حياة شعبنا؛ ولن يكون ذلك بالتمني والرغبات النبيلة وحدها؛ ولا بتستطيح وخفة التحليلات ( الشاطحة ) التي تشوش على موقف الرأي العام المتفاعل؛ وعلى الوعي الذي ينبغي له أن يدرك الحقيقة ويستوعب طبيعة المعركة التاريخية القائمة؛ وأن يثق وبيقين بقوة الحق الذي يملكه شعبنا وقدرته على الإنتصار لنفسه مهما كان حجم التآمر وتعددت أشكاله ومصادره؛ لأن الهدف واضح رغم كثافة الضباب على هذا الطريق الوطني العظيم؛ فهي عملية كفاحية سياسية ووطنية كبرى شاملة ومتواصلة؛ وقائمة كذلك على تنوع وتعدد اشكال العمل والفعل الواعي المنظم؛ والإبداع في تجسيده في حياة الناس وبكل أبعاده ومجالاته وعلى الأرض التي تحتضن أهلها وتقاتل معهم وتنتصر لهم. فالوعي العميق المدرك وحده لطبيعة التحديات والمخاطر وبدرجة التعقيدات المحيطة بها؛ وبتشابك وتداخل الأمور المتفاعلة والمتناقضة كذلك في الميدان السياسي داخلياً وخارجياً؛ فمثل هذا الوعي هو ما نحتاج لحضوره اليوم أكثر من أي وقت مضى؛ وهذا ما ينبغي فهمه بعمق من قبل القيادات والنخب السياسية والإعلامية والمجتمعية الجنوبية؛ وعلى هذا الأساس بالضرورة يتم التعاطي مع مختلف القضايا المطروحة اليوم بشأن عملية ( التسوية ) المرتقبة؛ وأن يتحرك شعبنا وقياداته الوطنية بهمة ومثابرة وثبات؛ والتسلح باليقظة والفهم الشامل؛ وبالقدرة كذلك على الجمع الخلاق ما بين التكتيكي والإستراتيجي في الممارسة السياسية التي تتطلبها اللحظة وتستجيب لمصالح وأهداف شعبنا؛ أو قد تفرضها بعض الظروف المؤقتة؛ مع عدم تقديم اية تنازلات تمس بهدف وجوهر قضية شعبنا وحقه في إستعادة دولته الوطنية الجنوبية كاملة السيادة.