يقول ويل أوريموس الكاتب في صحيفة “واشنطن بوست” (Washington Post) إنه لا يوجد دليل قاطع على استخدام تطبيق تيك توك الصيني في وصول بكين إلى البيانات الشخصية للمسؤولين الأميركيين، كما أن إدارة التطبيق اتخذت خطوات غير عادية للحد من تعرض بيانات الأميركيين للسرقة.
وأوضح أوريموس، المتخصص في الكتابة عن الأفكار والمنتجات وصراعات القوى التي تشكل العالم الرقمي، في مقال له بالصحيفة أن ما لا يعرفه أعضاء الكونغرس، الذين عقدوا جلسات عديدة لمناقشة الخطر المزعوم لتيك توك على بيانات المسؤولين الأميركيين، هو أن أسرار الدولة كانت تتسرب لأشهر على وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى عبر التطبيقات المملوكة للولايات المتحدة، وستبقى لأيام في العرض العام لتطبيق تويتر، حيث سخر مالك تويتر إيلون ماسك من فكرة أنه يجب إزالتها. وقال إن تسريب ونشر المستندات السرية الأخيرة للبنتاغون تؤكد أنه من الصعب التحكم في الإنترنت.
ثمن حرية التعبير
وأضاف أن التسريبات الأخيرة لوثائق البنتاغون تُعد الأحدث ضمن تقليد قوي من التسريبات المنتشرة عبر الإنترنت، بدءا من تسريبات ويكيليكس الأولى، وصولا إلى اختراق العملاء الروس للجنة الوطنية الديمقراطية، مشيرا إلى أن تسرب المعلومات في عصر الإنترنت يمكن أن يأتي من أي مكان تقريبا، وهو خطر تقبله الحكومة الأميركية عموما باعتباره ثمنا لحرية التعبير.
ونسب الكاتب إلى أنوبام تشاندر أستاذ القانون بجامعة جورج تاون والخبير في لوائح التكنولوجيا قوله إن الإنترنت لم يتم تصميمه على الإطلاق بحيث يكون الأمن القومي من مهامه الرئيسية، “إنه بطبيعته عرضة للاختراق”.
صلاحيات واسعة لوزارة التجارة
وأشار أوريموس إلى أن إحدى الأفكار المطروحة أمام الكونغرس ستمنح وزير التجارة صلاحيات خاصة لاتخاذ إجراءات صارمة ليس فقط ضد تيك توك، ولكن أيضا على فئات كاملة من التطبيقات التي تتخذ الشركات الأم مقرا لها في البلدان المصنفة على أنها “خصوم أجانب”.
واستمر يقول إن المخاوف مفهومة، والصين معروفة بالتجسس، والحواجز بين الشركات الصينية والحكومة الصينية واهية، وقد وضع الرئيس الصيني شي جين بينغ عوائق شتى لشركات التكنولوجيا في الماضي.
الحظر غير مفيد
ومع ذلك، يلفت الكاتب الانتباه إلى أنه إذا كان الهدف هو سد الثغرات في مجال المعلومات في الولايات المتحدة، فقد يكون حظر تيك توك والتطبيقات الأجنبية الأخرى غير مفيد.
ويوضح أوريموس فكرته بالقول إن حوالي 3 ملايين أميركي يملكون تصاريح أمنية حكومية، وبفضل الإنترنت، يمكن لأي واحد منهم الاتصال أو إرسال المعلومات أو الاختراق من قبل أي شخص آخر تقريبا في أي مكان في العالم وفي أي وقت، مشيرا إلى العديد من الأحداث التي تؤكد ما ذهب إليه.
من المستحيل تفادي التسريب
وقال إنه على مر السنين، حاولت أكبر الشبكات الاجتماعية تقييد انتشار أنواع معينة من المعلومات التي تعد ضارة؛ مثل نظريات مؤامرة فيروس كورونا ومقاطع الفيديو المزيفة والمعلومات الخاصة المخترقة، لا سيما في الخلاصات العامة، لكن إبقاء فئة معينة من المواد بعيدا عن الإنترنت تماما قد ثبت أنه شبه مستحيل.
وأضاف أن المضمون العام للحوار على المستوى الوطني ركز انتباه الأميركيين على تيك توك كما لو كان من المفترض أن يحفز الشعب الأميركي لحماية نفسه من خلال حذف التطبيق.
وتساءل عن عدم الاهتمام بتعليم الناس كيفية حماية أنفسهم من برامج الفدية أو منع جهود التصيد، قائلا إن مثل هذه المبادرات ستفعل الكثير لتأمين معلومات الأميركيين أكثر من حظر تيك توك.