الصدارة سكاي /متابعات
يتميز الوقود الصلب بخصائص تجعله مهمًا في صناعة الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى، لتستعمله العديد من الدول -خصوصًا التي تمتلك قوة نووية- في تحسين أنظمة الصواريخ لديها، بعدما حقّق تقدمًا كبيرًا منذ منتصف القرن الـ20.
وكانت كوريا الشمالية قد اختبرت مؤخرًا صاروخًا باليستيًا عابرًا للقارات يعمل بوقود صلب، والذي يعدّ أول استعمال لها لذلك الوقود في صاروخ طويل المدى، وفقًا لما نقلته وكالة رويترز.
وتستعرض وحدة أبحاث الطاقة بناءً على تقرير رويترز، أبرز خصائص الوقود الصلب والدول التي تعمل على تطويره..
ما هو الوقود الصلب؟
يُعرف الوقود الصلب المستعمل في صناعة الصواريخ بأنه عبارة عن خليط من الوقود والمؤكسد -مركب كيميائي-، وغالبًا ما تُستعمل المساحيق المعدنية، مثل الألومنيوم، كونها وقودًا، في حين يعدّ مركب بيركلورات الأمونيوم، وهو ملح حمض البيركلوريك والأمونيا، أكثر المواد المؤكسدة استعمالًا.
وتُستعمَل بعد ذلك مادة مطاطية صلبة لمزج الوقود والمؤكسد معًا، ثم تعبئتهما في عبوات معدنية، ليتشكّل الوقود الصلب.
وعندما يحترق هذا الوقود يتّحد الأكسجين الصادر من بيركلورات الأمونيوم مع الألومنيوم، لينتج عن ذلك توليد كميات كبيرة من الطاقة ودرجات حرارة تزيد على 5 آلاف درجة فهرنهايت (2760 درجة مئوية)، تؤدي إلى دفع الصاروخ ورفعه من منصة الإطلاق.
بداية استعمال الوقود الصلب
تعود بداية استعمال الوقود الصلب إلى الألعاب النارية التي طورتها الصين منذ عدة قرون، ليحقق بعد ذلك تطورًا كبيرًا بمنتصف القرن الـ20، مع اتجاه الولايات المتحدة إلى تطويره ليكون وقودًا دافعًا أكثر قوة.
وفي أوائل السبعينيات، أطلق الاتحاد السوفيتي أول صاروخ باليستي عابر للقارات يعمل بالوقود الصلب يحمل اسم (RT-2)، ثم طورت فرنسا بعد ذلك صاروخًا باليستيًا متوسط المدى يعمل بذلك الوقود يعرف باسم (SSBS).
بينما بدأت الصين في أواخر التسعينيات في اختبار صواريخ باليستية عابرة للقارات تعمل بالوقود الصلب، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
ومؤخرًا، امتلكت كوريا الجنوبية هي الأخرى تكنولوجيا صاروخية باليستية متقدمة تعمل بذلك الوقود، وفق المعلومات التي رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.