تسود حالة من الترقب في الشارع الجنوبي، بانتظار ما سيحدث بعد انتهاء مشاورات مؤتمر الحوار الوطني الجنوبي، الذي دعا له المجلس الانتقالي الجنوبي، والذي انتهى من جدول أعماله بالتوقيع على ميثاق الشرف الجنوبي، والتي من المتوقع يعقبه الإعلان عن هيكلة جديدة للمجلس الانتقالي الجنوبي.
هدف المؤتمر للتوافق مع المكونات الجنوبية المشاركة في المؤتمر والتي انخرط المجلس في جولات حوار سابقة مطولة معها، إلى التوصل إلى ميثاق وطني جنوبي مشترك، وهو ما تم ، ولحقه مباشرة دمج العديد من هذه المكونات التي تتشارك معه الرؤية والهدف، في إطار تشكيلة المجلس ما بعد الهيكلة.
تهدف الهيكلة لضخ دماء جديدة في الهياكل الإدارية والتنفيذية للمجلس بإضافة شخصيات جديدة، أكثر فاعلية واستبدال آخرين.
كما تهدف لاحتواء المكونات الجنوبية والشخصيات الهامة القريبة من المجلس.
الزُبيدي يفصح عن العناوين العريضة للهيكلة
في مقابلته الأخيرة مع قناة عدن المستقلة، حرص اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي على التطرق لموضع الهيكلة باعتباره استحقاق لابد من خوض غماره، حيث أكد بأن الهيكلة باتت ضرورة ملحة ليكون المجلس قوي أمام أي عواصف قادمة، مضيفًا بأنها ستشمل الجانبين السياسي والعسكري وسيتم الإعلان عن نتائجها بعد اللقاء التشاوري، ومؤكدًا بأن توحيد المكونات مطلب أساسي لشعب الجنوب ومن صلب مهام المجلس الانتقالي.
مكونات انضمت للمجلس.. أين موقع قيادتها في هيكلة المجلس
حتى الآن أعلنت أربعة مكونات جنوبية حراكية، انضمامها للمجلس الانتقالي الجنوبي، ومن المتوقع أن تلحق مكونات أخرى في ركب الاندماج مع المجلس، والتي شاركت بممثلين عنها في مشاورات مؤتمر الحوار الوطني الجنوبي.
يتوقع أن يتم إضافة رؤساء هذه المكونات التي أعلنت اندماجها، وتلك التي في طريقها للاندماج، كأعضاء في هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، فيما يتم استيعاب أفراد هيئات المكونات، ضمن قريناتها في هيئات المجلس الانتقالي الجنوبي.
كما يُتوقع أن تتوسع تشكيلة هيئة الرئاسة، لتضم إضافة إلى رؤساء المكونات المندمجة في المجلس، لتشمل وزراء في الحكومة وسفراء فيما لم يتم معرفة بعد ما إذا كان سيتم إعفاء أعضاء من هيئة رئاسة المجلس ممن انخرطوا في مهام حكومية، أو جمدوا نشاطهم في المجلس، أم أنه سيتم الاكتفاء بالتوسعة.
تسريبات
أكدت مصادر مقربة من دوائر صنع القرار في “المجلس الانتقالي الجنوبي ” “للصدارة سكاي” بأن الترتيبات الجديدة التي سيقدم عليها المجلس الانتقالي الجنوبي، في الأيام القليلة القادمة، ستعمل على تخفيف التضخم الإداري والقيادي الذي حمله المجلس خلال السبع السنوات من إعلانه.
وأكدت المصادر بأن هناك وجوه جديدة ستصعد إلى المشهد السياسي في المجلس، وهناك ايضًا عملية غربلة يقودها ويشرف عليها رئيس المجلس شخصيًا، لإزاحة المزدوجين في الوظائف والمهام القيادية بين الحكومة والمجلس بهيآته المختلفة (الأمانة العامة والجمعية الوطنية وهيئات المحافظات).
كما أوضحت المصادر بأن عملية الهيكلة ستعصف بعدد من الدوائر الغير ضرورية، ودمج أخرى، وصولًا لخلق عمل تنظيمي مركز وهادف، بعيدًا عن ضجيج المسميات.
على النحو التالي:-
– استحداث هيئات جديدة ضمن الهيكل التنظيمي للمجلس، بما يضمن استيعاب دماء جديدة، وبما يؤسس لعمل إداري مؤسسي استعدادًا لاستحقاقات بناء الدولة الجنوبية المنشودة.
– تخفيف الدوائر وجمع المهام.
-إعفاء رؤساء الدوائر بالأمانة العامة وأعضاء بالجمعية الوطنية والقيادة المحلية في المحافظات الذين لهم مناصب ومهام عليا في الجهاز الحكومي.
– إنهاء حالة الازدواج في هيئات المجلس، بحيث يُعفى أعضاء الجمعية الوطنيه الذين هم رؤساء دوائر أو نواب في الأمانة العامه أو بالمحافظات .
– إعفاء الوزراء والوكلاء بالوزارات والهيئات والمصالح والمحافظات ووكلاءها ومدراء العموم بالمديريات الذين يعملون بالجهاز الحكومي للدولة من اي منصب يجمعهم في اي دائرة من دوائر المجلس.
-الاستغناء عن كل الأسماء التي اثبتت عدم قدرتها على العمل من أعلى الهرم إلى فروع الانتقالي في المحافظات والمديريات.
-العمل على تقييم الأداء العام لكل الدوائر والإدارات والأقسام، والتحفيز، والرفع من مكانة كل الكوادر النشطة والإيجابية بهذا المجال، بما في ذلك ترتيب رفع درجاتهم ومهامهم.
– إتاحة الفرصة أمام كل الأحزاب والمكونات والشخصيات المؤثرة التي ستنخرط في إطار المجلس وهيئاته.
خطوة شجاعة:
لاقت خطوة الإعلان عن العمل على إعادة هيكلة المجلس الانتقالي الجنوبي، ردود أفعال كبيرة في الشارع الجنوبي، منذُ لحظة إعلان تشكيل لجنتها قبل أشهر، فبينما اعتبر البعض قرار هيكلة المجلس قرارًا ضروريًا وهامًا، أتى في وقته، ذهب آخرون لاعتبار الهيكلة، قرارًا شجاعًا كون الهيكلة ستنهي حالة الجمود لدى بعض قيادات ودوائر المجلس، وستنهي ازدواجية المهام لدى بعض قياداته، الأمر الذي سيعزز من العمل المؤسسي، ويتيح المجال لبروز من هم اكفأ وأكثر قدرة على الإنتاج..