تتصف جميع جرائم الموت بالشر والريبة والفظاعة دون أدنى شك، لكن بعض الجرائم اتصفت بأمور أكثر غموضًا وارباكًا! خاصة تلك التي لم يتمكن المحققين والسلطات من الكشف عن أسبابها أو هوية مرتكبيها، أو تلك التي كانت على قدرٍ عالٍ من الوحشية والجنون إلى درجة جعلت كتب التاريخ والأخبار تفرد أسطرًا وصفحات لها لنقاشها حتى هذا اليوم، والمشكلة الأكبر في الجرائم القديمة هي أن العلم لم يكن قد توصل بعد إلى التقنيات الجنائية الحديثة التي سهلت على المحققين تقصي المشبه بهم بناء على المادة الوراثية، وهذا أدى إلى وجود الكثير من جرائم الموت الغامضة التي فقد الناس الامل في معرفة حيثياتها أو هوية مرتكبيها.
أكثر جرائم الموت غموضًا في التاريخ
إليك قائمة ببعض أهم وأبرز جرائم الموت الغامضة التي لم يتمكن العالم من حلها إلى هذا اليوم:
جرائم جاك السفاح: لم يحز مجرم مجهول في التاريخ على المكانة التي حاز عليها جاك السفاح، الذي يشتهر بانه القاتل المتسلسل الذي بث الرعب في قلوب سكان لندن نتيجة لإقدامه على قتل 5 عاهرات بطرق يندب إليها الجبين خلال فترة 3 أشهر متتالية عام 1888 ميلادي، وقد ظن السكان في البداية بأن القاتل هو جزار أو طبيب محترف بسبب الطريقة التي كان يتبعها في تشويه وتقطيع ضحاياه بالسكين، وكان يختار ساعات الصباح الباكرة للإمساك بضحاياه وتقطيعها على حافة الطرقات، ولم تتمكن السلطات الإنكليزية من القبض على هذا السفاح نتيجة لانعدام تقنيات الطب الجنائي في ذلك الوقت.
جرائم الزودياك المتسلسل: تمكن هذا المجرم من القضاء على 5 أشخاص في شمال ولاية كاليفورنيا الأمريكية بين عامي 1998-1969 ميلادي، وكان أكثر ما ميز هذا المجرم هو الرسائل المبهمة والمشفرة التي كان يتركها ورائه والتي حيرت الشرطة والمحققين الفدراليين، والمشكلة أنه ادعى وجود ضحايا آخرين كثر لكن لم يتمكن المحققون من إيجاد الجثث إلى هذا اليوم، وجاء في أحد رسائله” أنا أحب أن أقتل الناس لإن ذلك ممتع! وقتل الناس هو شيء أفضل من قتل الحيوانات في الغابة لإن البشر هم الحيوانات الأخطر!”، وكانت طريقة القتل التي اتبعها هذا القاتل هي استخدام الأسلحة النارية.
جريمة طفل الصندوق المجهول: وجد الناس جثة طفل صغير عام 1957 داخل صندوق فوق قطعة أرض شاغرة في فيلادلفيا الأمريكية، وتبين أن الطفل بعمر 5-7 سنوات وذو شعر أشقر وعينان زرقاوان، وقد كان الطفل محشورًا داخل هذا الصندوق المخصص أصلًا لوضع أسرة الأطفال داخله، وكان عاريًا بالكامل ويبدوا أن شعره قد قُص حديثًا، وهنالك علامات للضرب على رأسه وجسمه، وقد التقط المحققون صورة للطفل ونشروها على وسائل الإعلام من أجل التعرف على هويته، وطلبوا من الناس الذين فقدوا اطفالًا بهذا العمر أن يحضروا لرؤية الطفل من أجل التعرف عليه، لكن لم يتقدم أحد للتعرف عليه! وهذا دفع بالكثيرين إلى إطلاق نظريات جنونية لتفسير هذه الحالة الغريبة! فالبعض اقترحوا أن الطفل قد مات نتيجة لحادث عرضي وحاول الأبوين التغطية على ذلك عبر تركه بهذه الطريقة، اما آخرون فقالوا بان الجريمة قد اقترفتها أحد الأمهات اللواتي يتبنين الأطفال، لكن على أية حال، لا أحد يعلم بالضبط الذي حدث لهذا الطفل إلى الآن.
موت المتزلجين في معبر دياتلوف: توفي 9 متزلجين روس عام 1959 في جبال الأورال الروسية وفي ظروف أقل ما توصف بأنها غامضة وغير مفهومة تمامًا، وقد كان المتزلجين في اعمار بين 20-30 سنة وذوي خبرة واسعة في التزلج والاستكشاف، وتشير التقارير إلى حدوث شيء غامض في منتصف الليل أدى إلى اقدام المتزلجين على تمزيق خيمتهم من الداخل والهرب منها أثناء تواجد عاصفة ثلجية وبدرجات حرارة تصل إلى سالب 22 مئوية! وكنت جثث المتزلجين عارية أو دون الملابس الكافية التي من المفروض ارتدائها في هذه الأجواء! بل إن بعضهم لم يكن يرتدي أحذية! كما إن بعضهم حاول تسلق الشجر القريب واشعال النار، وتمخض التحقيق في النهاية عن أن سبب وفاة 6 منهم كان نتيجة لتعرض أجسامهم لدرجة حرارة منخفضة، بينما مات الثلاثة الآخرين نتيجة لإصابتهم بضربات قاضية، أحدهم تلقى ضربة على الرأس، والآخر تلقى ضربة على الصدر شبيهة بتلك التي يتعرض إليها الشخص أثناء حوادث السيارات، بينما كان الثالث يُعاني من نزيف داخلي في الصدر أيضًا، لكن التحقيقات نفت أن يكون سبب وفاة هؤلاء الأشخاص نتيجة لهجوم البشر القريبين منهم، كما لا يوجد آثار على الثلج لتأكيد وجود أشخاص آخرين في تلك الأمكنة، لكن كان اثنان من الضحايا قد فقدوا أعينهم، وضحية أخرى انتزع منها لسانها!