الصدارة سكاي/ العين
تحدٍ جديد برز أمام المجلس الرئاسي اليمني، بسبب تغذية الحوثي والإخوان للثأر القبلي، ما أدى إلى اشتباكات دامية ضربت 3 محافظات محررة.
واندلعت اشتباكات قبلية عنيفة بشكل منفصل منذ الأربعاء الماضي، في محافظتي مأرب (شرق) ولحج (جنوب)، وذلك بعد أيام من اشتباكات مماثلة شهدتها محافظة شبوة (جنوب)، ما أدى إلى سقوط أكثر من 30 قتيلا وجريحا في حصيلة أولية.
ورغم أن تلك الاشتباكات تسبب بها ثأر قبلي قديم بين قبيلتي “العطويين” و”المعامية” في لحج، وقبيلتي “آل فجيح” و”آل راشد منيف” في مأرب، إلا أن مصادر يمنية عزت تفجر هذه المعارك في توقيت واحد إلى تدخل أيادٍ حوثية وإخوانية في تغذية هذا الثأر في مسعى لإنهاك القبائل.
وذكرت المصادر لـ”العين الإخبارية”، أن “عدة عناصر قبلية انتقلت إلى مناطق سيطرة الحوثيين بعد إشعال الحرب القبلية البينية لا سيما في محافظة لحج التي تنشط في بوابتها الشمالية طور الباحة خلايا تقطع الطرق وتنهب”.
أما في مأرب فأظهرت مقاطع مصورة استخدام قبيلتي “آل فجيح” و”آل راشد منيف” التابعتين لقبيلة “عبيدة” الشهيرة لأسلحة ثقيلة، بما فيها المدافع المضادة للطائرات وآليات مدرعة سحبتها من جبهات القتال في مواجهة مليشيات الحوثي الإرهابية.
ولا تختلف هذه الاشتباكات عن الحرب مع مليشيات الحوثي، إذ خلفت مآسي عديدة على الأسر اليمنية وتسببت بشل الحياة، ما يستدعي تدخلا سريعا وحاسما من قبل المجلس الرئاسي لإفشال مخططات المتربصين في تفكيك الجبهة الداخلية للمحافظات المحررة من الحوثيين والإخوان.
العمالقة تؤمن لحج
وفي ضربة استباقية لمنع تطور الأحداث في لحج، دفعت قوات العمالقة بأحد ألويتها القتالية للتدخل الحاسم لمنع الاشتباكات بين قبيلتي “العطويين” و”المعامية” والتي دارت رحاها في مديرية طور الباحة، البوابة الشمالية للعاصمة عدن.
وقال مصدر في العمالقة لـ”العين الإخبارية”، إن “قوات العمالقة دفعت باللواء الثاني الذي يقوده العميد حمدي شكري إلى مديرية طور الباحة يوم الخميس، وذلك عقب اشتباكات دامية بين القبيلتين خلفت 4 قتلى و7 جرحى من المواطنين”.
وفي بيان لقوات العمالقة، قالت إنها “قامت بتنفيذ حملة أمنية لفض النزاع القبلي ولملاحقة عصابات القتل وقطع الطرق وتأمين مديرية طور الباحة، وانتشالها من الانفلات الأمني الذي تعاني منه وإنهاء الثأر والفتنة بين القبائل المتحاربة”.
وأشار البيان إلى انتشار قوات اللواء الثاني عمالقة في النقاط الأمنية بعد ملاحقة العصابات الخارجة عن النظام والقانون وضبط عدد من المطلوبين أمنيا والمدانين بجرائم جنائية، وأنها ستواصل انتشارها في النقاط الأمنية حتى يستتب الأمن وتعود القوات الأمنية لمزاولة عملها في المديرية.
ويأتي تنفيذ اللواء الثاني عمالقة لهذه المهمة بعد ضرورة ملحة للتدخل, إثر معاناة مديرية طور الباحة من انفلات أمني، إذ شهدت كثير من جرائم القتل والتقطع من قبل عصابات تتنقل بين طور الباحة ومناطق سيطرة الحوثيين، وفقا للبيان.
مأرب.. النزيف مستمر
وتسببت الاشتباكات القبلية في محافظة مأرب بفجوة أمنية كبيرة، وسط فشل السلطات الموالية للإخوان في احتوائها وقدرة السيطرة عليها لوقف النزيف المستمر.
فبحسب مصادر قبلية في قبيلة عبيدة لـ”العين الإخبارية”، فإن الاشتباكات بين “آل فجيح” و”آل راشد منيف” خلفت نحو 9 قتلى وأكثر من 10 جرحى بعد استخدام القبيلتين أسلحة ثقيلة، تابعة لوحدات عسكرية موالية للإخوان.
وأشارت إلى أن “معارك دارت منذ صباح الخميس في وادي عبيدة بمأرب ناتجة عن نزاع قديم على منطقة زراعية فاصلة بين أراضي القبيلتين، فيما لم تتدخل سلطات الإخوان على الفور في وقف نزيف الدم وفض النزاع القبلي”.
في السياق، قالت المصادر، إن وساطة قبلية أوقفت، الجمعة، مواجهات عنيفة بين قبيلة “آل فجيح”، وقبيلتي “آل حتيك” و”آل منيف”، بمديرية وادي عبيدة.
وحذرت المصادر من مخططات حوثية تستهدف إسقاط مأرب من الداخل، داعية كبار ومشايخ القبائل إلى تحكيم العقل والالتزام بوساطة التهدئة لحقن الدماء.
وأشارت إلى أن عودة الاشتباكات تزيد التنافر بين القبائل وتكثر القتل والدمار وتخدم مليشيات الحوثي المتربصة بالجميع.
شبوة.. نجاحات أمنية
وشهدت شبوة العديد من حوادث الثأر، لكن السلطات الأمنية هناك سجلت نجاحات ملحوظة في ضبط المتورطين في إثارة عمليات الثأر بين القبائل من خلايا مليشيات الحوثي والإخوان.
ففي 18 مايو/أيار قام أحد مسلحي قبيلة “آل لكسر” بقتل “مهدي ابن محمد عبدالله حنيشان الخليفي”، إثر قضية ثأر قديمة منذ أكثر من 10 سنوات قبل أن يقع في قبضة الأجهزة الأمنية.
وفي 11 مايو/أيار قتل 3 مدنيين، وأصيب آخرون في بلدة “خبر لقموش” في شبوة إثر ثأر قبلي، وفي 15 مايو/أيار قتل رجل ابن عمه وشخصا آخر قبل أن يحاول الفرار إلى مناطق مليشيات الحوثي عبر الجبال في بلدة “الحجر” بمديرية نصاب، لكنه سرعان ما وقع في قبضة قوات دفاع شبوة الأمنية.
وفي 16 مايو/أيار نجحت قوة أمنية من دفاع شبوة في وضع حد للاشتباكات بين قبيلتي “هل نوبة” و”هل حاتلة” في بلدة “وادي يشبم” في مديرية الصعيد بشبوة.
وكان الشهر الماضي شهد اندلاع اشتباكات قبلية في مديرية بيحان شمالي غربي المحافظة النفطية، ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 2 آخرين، قبل أن تدفع السلطات بشبوة بقوة أمنية لفض النزاع المسلح وضبط المتورطين بإراقة الدماء.