الصدارة سكاي /متابعات
تُقدّر تقارير متطابقة، أن قدرة الصين النووية في تصاعد، وأنها أضحت تتوق لامتلاك المزيد من الرؤوس النووية، رغم أنها وافقت رفقة، في عام 2022، على ضرورة تجنب أي نزاع نووي كوني.
والصين هي آخر الدول الخمس المالكة للأسلحة النووية المعترف بها بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT).
بدأت بكين برنامج أسلحتها النووية، في الخمسينيات، بمساعدة كبيرة من الاتحاد السوفيتي، الذي زودها بمستشارين ومعدات تقنية.
وعندما توترت العلاقات الصينية-السوفيتية، انفردت بكين بجهودها وأغلقت كل المنافذ في سرية تامة، قبل أن تختبر بنجاح أول سلاح نووي لها، في أكتوبر من عام 1964.
هاجس
يرى آخر تقرير لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام أنه فضلا عن التزاماتهم بموجب معاهدة، عام 1968، بشأن عدم انتشار الأسلحة النووية، والسعي لتحقيق هدفها المتمثل بعالم خالٍ من الأسلحة النووية، يجب على كل من فرنسا والمملكة المتحدة وروسيا والصين وكذا الولايات المتحدة أن يسعوا للحد من انتشار تلك الأسلحة الفتاكة.
لكن التقرير الذي أصدره المعهد، في يناير من عام 2022، كشف أن الصين تمتلك نحو 350 رأسا نوويا، وكلها مخزنة (Stored warheads).
يقول خبراء إن ذلك، يشكل هاجسا للولايات المتحدة والغرب عموما، الذي يرى بأن امتلاك بكين لهذه الترسانة يشكل خطرا على أمنها وأمن العالم خصوصا وأنها حليف لروسيا.
في هذا الإطار، عرض مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، الجمعة، تفاصيل استراتيجية البيت الأبيض بشأن الأسلحة النووية، بقوله: “نحن ندخل حقبة جديدة تتطلب استراتيجيات جديدة”، مع تأكيد الرغبة في الحوار مع روسيا والصين.
ما مدى قوة الصين النووية؟
يرى متابعون أن الصين تقوم بتحديث ترسانتها سنة بعد سنة، ويمكنها استخدامها عن طريق الجو والبحر والأرض “لتكمل ثالوثا نوويا كاملا” وفق تعبير موقع “آرمز كونترولر” التابع لمركز الحد من التسلح وعدم انتشار الأسلحة عبر العالم، ومقره العاصمة واشنطن .
إلى ذلك، كشف تقرير أعدته وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، في عام 2022، بعنوان “التطوير العسكري والأمني في الصين” أن بكين لديها مخزون يزيد عن 400 رأس نووي، وقد تصل إلى 1500 رأس حربي، بحلول عام 2035، إذا استمرت على معدل التطوير الحالي.
القوة الجوية
وخلال السنوات الأخيرة، تم دعم الجيش الصيني من خلال قاذفات لديها آلية للتزود بالوقود جو – جو، وتتمتع بمداها الواسع البالغ 1800 كلم.
وتشير التقارير إلى أنه تمت إضافة تعديلات على جسم هذه الطائرة لتمكينها من حمل صواريخ نووية تطلق من الجو.
ومن المتوقع أيضا أن تطور الصين قاذفة جديدة وصواريخ بالستية تطلق من الجو، ويتضمن ذلك تطوير قاذفة الشبح فرط صوتية ذات القدرة النووية، “Xian H-20″، والتي يمكن أن تدخل الخدمة، في عام 2025.
ستكون الطائرة الصينية مشابهة جدا للقاذفة الأميركية “B-2” ذات النطاق الذي يزيد عن 10 آلاف كلم مع قدرات التزود بالوقود جوا.
القوة البحرية
تجري الصين دوريات في البحر شبه مستمرة مع غواصات الصواريخ البالستية الست التي تعمل بالطاقة النووية (SSBN).
يمكن لكل غواصة حمل ما يصل إلى 12 صاروخا بالستيا تُعرف باسم صواريخ “JL-2″ و”JL-3”.
على الأرض
تقدر وزارة الدفاع الأميركية، أن للصين ما يقرب من 300 صاروخ أرضي ذات قدرة نووية.
والعديد من هذه الصواريخ تعتمد على صوامع “DF-5A” و”DF-5B” بالإضافة إلى صواريخ “DF-31″ و”DF-41” الأكثر حداثة والتي تملك قدرة الحركة على الطرق.
وتقوم جمهورية الصين الشعبية أيضا بإنشاء وحدات نووية إضافية وزيادة عدد قاذفات الصواريخ المتنقلة العابرة للقارات من 6 إلى 12.
أما صواريخ “DF-5” يبلغ مداها 13 ألف كلم، بينما يتراوح مدى صواريخ “DF-31″ و”DF-41” من 7000 إلى 15 ألف كلم.
الفضاء
ووفق تقرير “البنتاغون”، فإن الصين تعمل كذلك على بناء قدراتها الفضائية، حيث تقوم بتطوير مجموعة من التقنيات بما في ذلك روبوتات الفضاء.
يذكر التقرير أن الجيش الصيني “ينظر إلى العمليات الفضائية على أنها وسيلة لردع تدخل طرف ثالث والتصدي له خلال نزاع عسكري إقليمي”.
علاوة على ذلك، تقترح أكاديميات الدفاع في الصين أن أقمار الاستطلاع والاتصالات والملاحة والإنذار المبكر يمكن أن تكون من بين أهداف الهجمات المصممة “لتعمي العدو وتصم آذانه”، وفق تعبير مجلة “بوليتيكو”.
سريّة تامة
يشار إلى أن الأرقام التي تعرضها التقارير وتلك التي يعلن عنها المسؤولون الغربيون بخصوص الترسانة النووية الصينية، تبقى مبنية على تقديرات فقط، إذ يمكن أن تكون بحوزة الصين قوة نووية أكبر بكثير من تلك التي تظهرها الأرقام سالفة الذكر.
والجمعة، حث مسؤول كبير في حلف شمال الأطلسي “الناتو” بكين على أن تكون أكثر انفتاحا بشأن أسلحتها النووية، قائلا إن الصين، باعتبارها قوة عالمية، تتحمل مسؤولية تحسين الشفافية.
وقال أنغوس لابسلي، مساعد الأمين العام لسياسة الدفاع والتخطيط لدى “الناتو”، في مؤتمر شانغريلا للأمن الإقليمي في سنغافورة، إن حلف شمال الأطلسي على استعداد للتحدث مع الصين بشأن هذه القضية.
وقال إن حلف شمال الأطلسي، الذي يضم أعضاء مسلحين نوويا مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، لا يريد التدخل في المنطقة ولكنه يريد المشاركة، مشيرا إلى أن للصين الحق في تحديث وتوسيع ترساناتها، شريطة الشفافية.
وقال إن “الناتو منفتح على الحوار، لكن لا يمكنه أن يحل محل الحوار بين الولايات المتحدة والصين”.
زيارة “نادرة”
ويتوجه مسؤول أميركي كبير، إلى بكين، الأحد، بحسب ما أعلنته الخارجية الأميركية، السبت، بينما تسعى واشنطن إلى تخفيف التوتر بين البلدين.
وقالت وزارة الخارجية في بيان إن دانيال كريتنبرينك، مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ سيتوجه إلى الصين ونيوزيلندا بين الرابع والعاشر من يونيو.
المصدر: alhurra