ترددت كثيراً عن الكتابة، بحق رجل قل نظيره، ففي كل مرة أحاول الكتابة عن دور الدكتور الإنساني جهاد مدير مركز العزل العلاجي بمحافظة الضالع، ولكن كلما حاولت أجتهد بالكتابة، وكلما اعتريني الارتباك، ووجدت كلماتي غير كافية بحق هذا الشاب العصامي الذي بذل جل جهده لكي يتحقق هذا الصرح الطبي الشامخ لأبناء الضالع “مركز العزل العلاجي”.
وبما أن الدكتور جهاد، وقف مع أبناء الضالع في أحلك الظروف المعيشية التي كانت تمر بها الضالع في تلك الفترة، كورونا من جانب، والحرب من جانب آخر، وأوضاع المواطنين تزداد أكثر سوءاً ومعاناة.. فإنه واجب علينا الوقوف معه، ورد الاعتبار لما قدمه من تضحيات كبيرة في سبيل النهوض بواقع المركز العلاجي إلى ماهو عليه الآن أكثر تقدماً وزدهارا والتي تشهد جميع أقسامه تطوراً ملحوظاً في تقديم الخدمات الطبية لأبناء المحافظة.
الجميع يعرف حينما اجتاحت وباء كورونا محافظة الضالع في عام 2019م، وكيف كانت الضالع غارقة بالوفيات اليومية، حيث وقعت في تلك الفترة مشاكل واحتجاجات شعبية ضد الإدارة السابقة، مما وقفت قيادة السلطة المحلية والمجلس الانتقالي بالمحافظة أمام تصحيح الأخطاء الواردة في إدارة مركز العزل العلاجي بالمحافظة، وقد تم حينها فرض الدكتور جهاد بالقوة لإدارة المركز، وقد قالها الدكتور جهاد أمام الجميع أنني مستعد اترك شغلي مع المنظمة واتنازل براتبي 1500$ دولار لأجل خدمة أهلي وناسي في الضالع وسوف أضحي بنفسي وابذل ما بوسعي لتطوير المركز العلاجي، وأنتم اوعدوني أنكم ما تفركون بي وتخلوني لما أجهز كل شيء ورجعتم تغيروني… وقد وافق الجميع على شروطه.
بعد أن أستلم الدكتور جهاد، إدارة المركز، واجه صعوبات عتية، لكنه لم يستسلم لأمر الواقع، فقد كان يجول كالمحارب في مجابهة الظروف والتغلب عليها بصبر وجلد… وقد استطاع تنوير المركز بكل ماهو جميل و حديث
ظل مرابطاً على الدوام ليل نهار، وقد واجهه السهر والإرهاق والجوع والمعاناة بآن واحد، وظل صامداً في وجه الظروف كصمود الشجعان في المعارك، وكل ذلك لأجل ينقذ حياة المئات من أبناء الضالع من موت مرض كورونا … ليتحمل على كاهليه سنوات عجاف شداد ..
أتذكر حينما كان يأتي لعندنا والسهر يكتسي وجهه وكلامه المتعلثم يواجه صعوبات كبيرة بنطق الكلمات من شدة يباس ريقه، وكان نشيطاً في متابعة الجهات المعنية، ولا يكل ولا يمل عن تقديم الواجب، وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي تقف أمامه وعدم وجود أي إمكانيات مادية إلا أنه استطاع قيادة دفة المركز والارتقاء بمستوى خدماته الصحية بكل جدارة واقتدار.
صحيح أن الدكتور جهاد، عصبي واندفاعي مع بعض القضايا والمواقف، إلا أن ذلك نتيجة العمل والضغوطات التي تقع فوقه، وهذا لا يعني أن الدكتور جهاد سيء أو أنه بلطجي أو ما شابه ذلك، فهو شاب وطني متحمس ولا يقبل أي عمل مخل بالمسؤولية الملقاة على عاتقه، ويكفينا من ذلك أنه يمتلك ضمير حي لطالما افتقدناه في غالبية المسؤولين في المحافظة.
ومن هنا فإن قرار استبعاده من منصبه بدون أي أخطأ قانونية يرتكبها، يعتبر قرار مجحف بحق الرجل واستهدافا لأبناء المحافظة لا لشخص الدكتور جهاد فقط …وعلى أبناء الضالع والجنوب عامة الوقوف مع هذا الرجل وإعادة الاعتبار لما قدمه من تضحيات وطنية.
لقد تحدثت بهذا الموضوع، وأنا أعرف أن الدكتور جهاد لم يرتكب أي خطأ، ولأن خفافيش الظلام تحاول تقليص الشرفاء بأي شكل من اشكالها الوسخة، وأجزم القول أن الضالع أصبحت كالفريسة حينما تعبث بها الوحوش، وما القرارات المجحفه التي نشاهدها بين الحين والآخر إلا خير دليل على ممارسات أصحاب البطون المنتفخة من خلال تعيين مسؤولين غير مؤهلين للشروط القانونية المعمول بها في قانون السلطة المحلية…