إذا أردنا الخلاص من ذلك الأختناق الخدماتي والأزمات الإقتصادية والفساد المالي والإداري التي تعاني منها عدن خاصة وشعب الجنوب عامة فعلينا أولا التخلص من الفساد السياسي كونه هو صاحب القرارات التي أدت إلى كل تلك الأزمات وكل تلك الأختناقات ، هل يعقل أن يكون المسمى معين عبدالملك متواجدا في المعاشيق ينعم برغد العيش في ظل ما يعاني منه مواطني عدن من لهيب الجوع والحر ؟ وعاده كمان يكشر أنيابه في وجه من يطالبه بسرعة إصلاح ومعالجة أحوال الناس وقضاياهم المعيشية والخدمية ، ليس لهذا تفسير آخر غير تفسير واحد وهو أن المسمى رئيس الحكومة يزاول مهنته بصفته الحكومية من العاصمة عدن أمتدادا لأوامر الفساد السياسي الذي مارسه نظام صنعاء سابقا ضد دولة الجنوب وقضيته ومن بعده ماتسمى الشرعية اليمنية ضد شعب الجنوب لخنقه خدماتيا وتحميل تبعات ذلك الأختناق المجلس الانتقالي الجنوبي .
حيث وعلى أثر ذلك الأختناق الخدماتي والمعيشي الذي يتعرض له شعب الجنوب اليوم ظهرت وسائل إعلامية وإعلاميين هم جزء من ذلك الفساد السياسي الممتد من قبل قوى صنعاء جميعها يحاولون تلميع نظام عفاش وحكومة بن دغر مقارنة بحال اليوم ، صحيح أن هناك فرق لكن هم وبذكر ذلك الفرق يحاولون تغطية الفساد السياسي الذي مارسه نظام عفاش ضد الجنوبيين وما قام به من أغتيالات وعدوان بربري في صيف حرب 94 م ومن إقصاء وتهميش للكوادر الجنوبية ومن إحالات إلى التقاعد القسري برواتب أقل من ثلاثين ألف ريال ومن استهداف للحراك السلمي الجنوبي ، كما يحاولون بذلك التلميع تغطية الفساد السياسي لحكومة بن دغر التي حاولت مرارا وتكرارا دخول العاصمة عدن عسكريا ومحاولة السيطرة عليها باسم الشرعية الإخوانية ، كما أن ذلك التلميع الإعلامي كمن يريد ان يقول لشعب الجنوب اتركوا النضال من أجل استعادة دولتكم الجنوبية المستقلة وعودوا خاضعين لماتسمى الوحدة اليمنية أو القبول بمايسمى اليمن الأتحادي .
طبعا وخلال كل المنعطفات السياسية والعسكرية والإقتصادية التي استهدفت أرض الجنوب وقضيته وشعبه وما ترتب عنها من الوصول إلى أزمات إقتصادية وأختناق في الخدمات لم يكن للجنوبيين يد في أحداث ذلك بمن فيهم المجلس الانتقالي الجنوبي الذي لم يصل بعد إلى أن يكون حكومة جنوبية مستقلة ، وأنه ومنذو حرب صيف 94 م إلى حكومة بن دغر إلى حكومة معين والقوى السياسية الشمالية هي التي أوصلت الجنوبيين إلى ماهم فيه اليوم من أختناق في الخدمات .
الانتقالي الجنوبي وقبوله الشراكة في حكومة المناصفة ومجلس القيادة الرئاسي حاول بتلك الشراكة القضاء على ذلك الفساد السياسي الممارس من قبل القوى السياسية الشمالية والممتد منذو نظام عفاش حتى حكومة معين إلا أنه اصطدم بضغوطات راعية التحالف العربي ، ومهما كانت تلك الضغوطات على المجلس الانتقالي الجنوبي وبسيطرته على الأرض وبما استطاع تأسيسه من جيش وأمن وعلاقات دبلوماسية وبما يمتلكه من حاضنة شعبية وبموجب مايكون بينه وبين دول الخليج والإقليم والعالم من مصالح مشتركة مستقبلية فأنه يتوجب عليه تخليص شعب الجنوب من ذلك الأختناق الخدماتي وتحرير الجنوب من قبضة الفساد السياسي المنتهج من قبل القوى السياسية اليمنية ضد الجنوب وشعبه وقضيته.