مشاهد تعانق في الوعي إيحاءات النصر والتمكين وتدحض أباطيل الاستبداد وسدنة الاستبداد وتصفع كل جبان خوان ،مشاهد تثير لدى هذا الجيل حقيقة الصراع العربي الغربي و نيابةً عنه الكيان الصهي وني ؛فهذا الجيل بحاجة إلى تحريض وتدبيج للصولات والجولات التي لا تُنسى كي يحتشد حول هويته و من أجل حقوقه المهدورة .
إن للمعارك جمالاً وروعةً عندما تأتي في وقت يوشك المجتمع أن يُقهر وتصادر هويته ، وأعني هنا ما يحدث من تهاوي لعقيدة الممانعة في الدول العربية ضد الكيان الغاصب ومن خلفه القوى الغربية التي زرعته في الارض العربية لتدمير الأمة العربية وتمزيقها .
نعم إن جمال هذه المعركة يظهر في تعرية ادعاءات التكتكة العربية والبهلوة المزعومة لقادة الدول العربية الذين أورثوا الأمة الهوان والضعف لكن هذه المعركة تعيد الأمة إلى احتدام الصراع وضراوته تمهيداً للمعركة الكُبرى ،ولها يجب أن يستعد الشعب العربي والشعوب الإسلامية ،ولها يجب أن تُحشد الطاقات وتتراص الصفوف .
في هذا الزخم الثوري علينا أن ندوس على المخاوف فلم يعد لدينا ما نخشى ضياعه لأننا ضائعون ونبحث عن وجودنا في هذا العالم المليء بالفوضى والشر .
علينا أن نركز على أن هناك محور رئيسي تقوده المقاومة الفلسطينية وصلت من خلاله إلى نضوج وتطور كبير جعلها تضرب ضربتها في توقيت كانت المنطقة فيه في نقطة الإذعان في مشروع التطبيع ؛الأمر الذي جعل هذه الضربة تصفع الجميع صفعة تأديب وتظهر للعرب وللعالم أن منطق القوة هو المنطق الوحيد الذي يفهمه المحتلون وبهذه الضربة نجحت المقاومة ببسالة في إدخال المنطقة منعطف تتوقد فيه حماسة الصراع وتستعر فيه المواجهة بين مجتمعنا العربي وبين القوى الاستعمارية ،وإن ما تعانيه الأمة العربية كفيل بأن يكون عامل رئيسي يدفعها نحو الخلاص من خلال صراع عريض ومتحدم حتى النصر ؛ لأن الخيارات الأخرى كلها تؤول نحو ضياع الأمة العربية إذا ما استمرت بما هي عليه …
إن كّرة اليوم تحفز لدى المنطقة العربية عوامل القوة والمبادرة وعلينا الإيمان بمبدأ البسالة لاستعادة حقوقنا بدلاً من الحسابات والبهلوة والتكتكة التي أغرقتنا في الوحل وجعلت الكيان الصهي وني يركب على الجميع .
لا حل إلا في معركة مفتوحة طاحنة تنتهي بها الهيمنة الغربية على المنطقة ويزول بها الكيان الصهي وني ، معركة نوقدها بدمائنا حتى تستعيد المنطقة العربية حقها واستقلالها وتولد الأجيال القادمة حرة مستقلة .