في الوقت الذي يخوض فيه المجلس الانتقالي الجنوبي تحديات كبيرة… تارة يواجه معركة سياسية على الصعيد الخارجي والداخلي وتارة ثانية يواجه حرب عسكرية على حدود الجنوب وتارة ثالثة يواجه معركة مصيرية ضد قوى الإرهاب والتطرف وتارة رابعة يواجه حرب خدمية واقتصادية وتارة خامسة يسعى جاهداً لتوفير الخدمات الأساسية ومجابهة كل التحديات والمؤامرات التي تقف ضد شعبنا….. يخرج لنا بعض الأصوات الشازة بكيل السب والشتم والتخوين وجلد الذات ومهاجمة قيادة المجلس الانتقالي بمنشورات مغرضة مهزوزة ليس إلا غيض من فيض لإشباع نفوسهم الحاقدة وخدمة مشاريع أعداء الجنوب، وهو ما يتوجب على أحرار وحرائر الجنوب إلى لجم تلك الأصوات الشازة والتصدي لها أين ما وجدت.. لأن القضية قضية وطن لا قضية الرئيس الزبيدي وحده.
صحيح أن الأوضاع المعيشية قاسية وأن معاناة الشعب الجنوبي مضخمة بالألم والجراح…. لكننا ندرك بحجم خطورة المرحلة وتبعاتها وشراسة المؤامرة التي تحاك ضد شعبنا، لكون الحرب التي يواجهها شعبنا ليست حرب عسكرية فقط أو معركة محصورة في نطاق معين فهناك فرق بين الحرب والمعركة، فالحرب تقوم باستهداف جميع مناحي الحياة وتشمل كل المجالات، بينما المعركة محصورة في نطاق معين من المجالات… لهذا ما يواجهه شعبنا اليوم لهو أقذر من أنواع و أساليب الحروب في تاريخ المنطقة باستهداف الأرض والشجر والحجر والإنسان وإبادة البشرية عن بكرة أبيها…
ولو نظرنا إلى أساليب الأعداء في حربهم على الجنوب لوجدنا أنهم يشنون حربا ابادية سياسياً وعسكرياً وأمنياً واقتصاديا وخدميا وإعلاميا..والخ .. وأن لو ما الانتقالي صامداً في مواجهتها لما هو الجنوب اليوم بيد مشاريع أعداءه، وهذه حقيقة لا أحد يستطيع تكذيبها أو إنكارها، سيما وأن الانتقالي لا زال في مرحلة ثورة لا في وجود اللادولة… حتى نحمله ما يحدث اليوم بمحافظات الجنوب من تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية..
الانتقالي قادر على فرض أمر الواقع، لكنه يدرك بخطورة المرحلة وانعكاساتها السياسية على قضية الجنوب، لأنه إذا خرج عن إطار العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة في الشأن اليمني…. فإن المجتمع الدولي سيقف ضده وسيصنفه طرف انقلابي ضد حكومة الشرعية المعترف بها دولياً، وهذا ما يتمناه الأعداء أن يحدث، لكن لحناكة قيادتنا السياسية ودراستها للأبعاد السياسية بالشكل الصحيح فقد استطاعت أن تتحمل أعباء المرحلة بكل صبر وجلد دون أن تتزحزح من مواقعها، ولأنها كذلك فهي تمضي بالسفينة الجنوبية بخطوات ثابتة ومدروسة دون أن تتهور أو تستعجل بارساءها إلى شاطىء الأمان وقد ظلت محافظةً عليها تقودها بكل أمان متجاوزةً لكل التحديات والمخاطر والموج المتلاطم بها من كل جانب….
صحيح أن خطوات القيادة السياسية الجنوبية بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بطيئة.. لكنها تسير في الاتجاه الصحيح، وهذا ما يعطينا الشعور بالثقة بأن الجنوب آت بدولة حديثة مستقلة…كل ذلك من خلال اطلاعنا على تحركات قيادتنا السياسية الخارجية وتقدمها نحو حمل العالم حكومات وهيئات وأنظمة للاعتراف بمشروعية الجنوب في بناء دولته الفدرالية..والمشاهد للأحداث والتحولات المتسارعة التي طرأت وتطرأ في المنطقة سيجد مدى التأثير الذي حظى به المجلس الانتقالي الحامل السياسي لقضية شعب الجنوب وما حققه من مكتسبات عظيمة في ظل سعيه لتحقيق المزيد من النجاحات والانتصارات..