الصدارة سكاي/ شبوة
احتضنت القاعة الكبرى بمنظمة الحزب الاشتراكي اليمني بمحافظة شبوة اليوم فعاليه ثقافيه هامة بمناسبه اليوم العالمي للغه العربيه . وخلال الفاعلية التي نظمها فرع اتحاد ادباء وكتاب الجنوب بالمحافظه ، القى رئيس فرع الاتحاد ، استاذ اللغة العربية بجامعة شبوة الدكتور ناصر العيشي محاضرة علمية قيمة عن ( اللغه الفضائية ).
تناول فيها الكون و مجراته ، مركزا على كوكب الأرض ومكوناته وطبيعته المائية و اليابسة ،محددا سكانه ولغاته قديما وحديثا ، و مبينا الصلات اللغوية بين الأمم والشعوب ، وسيادة لغات و اختفاء لغات أخرى.
وبين الدكتور العيشي السيطرة العالمية للغة الإنجليزية وأسباب تلك السيطرة قديما كقوة استعمارية فرضت نفوذها العسكري والاقتصادي والسياسي والثقافي على الأمم والشعوب التي استعمرتها ، وكانت لغتها لغة التداول الرسمي في بعض الأمم وما زال حتى اللحظة أثره كما هو في بعض مناطق الهند ، وبعض مناطق مستعمراتها ، مستعرضا مساعي الدول والأمم إلى نشر لغاتها في المعمورة كما ما نلاحظه من المساعي الفانكفونية و الإنجلوفونية و الأسيوفونية وغيرها. ولكن الشعوب التي حكمتها بريطانيا أو فرنسا لم تتخلى عن لغاتها القومية ، و للتغلب على سيطرة لغة قومية معينة سعى العلماء إلى إيجاد لغات دولية تتجاوز الحدود القومية والوطنية . وأول من دعا إلى ذلك هو المفكر والفيلسوف الكبير الفرنسي رينيه ديكارت الذي دعا إلى لغة صناعية ممكنة وقد بدأ بذلك شليبر كأول من سعى إلى لغة صناعية في عام 1879م بابتكاره لغة الفولابوك ، وهو أول من ابتدع ذلك.
ثم توالت بعده الاختراعات للغات الصناعية، إذ قام لازوراس زمنهوف في عام 1887م بابتكار لغة الاسبرانتو التي أخذ بعض جذورها من الجرمانية و الرومانية و اللاتينية و الأسبانية. وبعدها توالت اللغات الصناعية مثل لغة رو ، أيدو ،أكسيدنتال ، ونوفيال. ولكن هذه اللغات لم يكتب لها النجاح على المستوى الدولي.
ونتيجة لما كان معروفا في كتابات الحضارات القديمة و الكتب السماوية و الملاحم الشعرية القديمة ، ولما ظهر حديثا من وجود سفن فضائية وكائنات فضائية أكدتها تلك الحضارات و المراصد الفلكية العظمى و مشاهدات الناس ، و ما أكدته الهيئات العلمية و الدولية و المختصون الكبار في تلك العلوم مثل كارل ساجان الأمريكي و أجرست الروسي وأوربرت الألماني الذين أكدوا وجود مثل تلك الكائنات الفضائية . ومن هنا بدأ التفكير 💭 في إيجاد لغات كونية كوكبية للاتصال بتلك الكائنات في الفضاء الكوني الخارجي ، فوضعت لغات معتمدة على لغة الرياضيات منها: لغة أكزلنغوستيك ولغة سزينولنجوستيك ولغة استرولنجوستيك . ولكنها لم ترض العلماء. فسعى د. هانس فودينتال إلى إيجاد لغة تعتمد على لغة الرياضيات المجردة و المحايدة المعتمدة على الرموز الرياضية مثل العمليات الحسابية الأربع و رموز أكبر من و أصغر من ، والعمليات الثنائية و العمليات الجبرية . وكانت هذه اللغة هي آخر مبتكرات اللغات الصناعية الفضائية التي يطمح الإنسان أن تكون صلة تواصل بينه وبين الكواكب الأخرى التي تصل إلى كوكبنا مكتشفة ومجرية اختباراتها و الهدف التفاهم لصيانة الكون من الكوارث التي ذكرتها الحضارات القديمة فيما بين السماء و الأرض .
و في نهاية المحاضرة التي حضرها القيادي في الحزب الاشتراكي اليمني صالح رويس ، ورئيس مركز طيبة للدراسات والبحوث وخدمة التراث يحي بانافع ، اثراء كوكبة كبيرة من المثقفين ، وذوي الاختصاص والطلاب المحاضرة بالعديد من الملاحظات والاسئلة والاستفسارات ووجهات النظر ، منوهين بحداثة الافكار التي طرحتها ، واستشرافها للمستقبل اللغوي والعلمي والحضاري المشترك للبشرية .
