كتب د/
صالح شائف
تعددت الأطراف المعادية لقضية الجنوب الوطنية؛ وتنوعت كذلك طرق ووسائل التآمر عليها؛ غير أن أخطرها هي تلك التي تأتي ممن يعدهم الجنوب ( شركاء وحلفاء ) في هذه المرحلة الإنتقالية المؤقته وفقا لإتفاق ومشاورات الرياض؛ وهو الأمر الذي حذرنا منه مرارا خلال الفترة الماضية؛وتصريحات العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي الأخيرة مع الأسف أتت مخالفة لكل ذلك وإستفزازا صارخا للإرادة الوطنية الجنوبية؛ وهي تعكس بجلاء قناعاته وموقفه من الجنوب وقضيته الوطنية؛ ونقول هنا للجميع بأن الموقف بات الآن أكثر وضوحا ولم يعد هناك ما يتم الرهان عليه لجهة الحفاظ على صيغة ( التحالف ) الذي تكون خلال الفترة الماضية برعاية التحالف العربي؛ الذي كما يبدو لم يعد مكترثا بمسؤوليته ولا مستعدا لإعطاء ضمانات حقيقية وجادة لتنفيذ ماتم الإتفاق عليه.
وبالنظر للموقف العلني المستجد وعلى لسان العليمي فإن الوقت قد حان لمراجعة الموقف من صيغة ( التحالف ) القائم وباسرع ما يمكن ووضع حد لهكذا تجاوز وتجاهل؛ بل ويعد تنكرا واضحا لقضية شعب الجنوب الوطنية.
ونؤكد هنا خطأ من يعتقد بأن بمقدوره اليوم القفز على قضية الجنوب أو محاولة تأجيلها؛ أو حتى تهميشها وبأي صورة كانت؛ وستسقط كل الأقنعة والمبررات التي تسوق لتمرير ذلك؛وسيتحمل من يلعبون بالنار وحدهم المسؤولية عما ستؤول إليه الأمور إن لم يراجعوا حساباتهم جيدا؛ ويتيقنوا تماما بأن قضية شعب الجنوب غير قابلة للشطب؛ ولن تكون مجالا للمساومات أو الصفقات المشبوهة التي تدار في الغرف المغلقة بين مختلف الأطراف المعادية للجنوب وقضيته الوطنية العادلة؛ التي ستنتصر حتما بصمود شعبنا وثباته وعظمة تضحياته التي قدمها ويقدمها بسخاء وطني عظيم من أجل حريته وكرامته وإستعادة دولته وسيادته على أرضه .