نهب إخوان اليمن (حزب التجمع اليمني للإصلاح)، الذين يسيطرون على تعز، عشرات الملايين من الريالات من خزينة الدولة، وتم تبديدها بغطاء فتح الطرقات في المدينة التي تحاصرها ميليشيات الحوثي الإرهابية منذ (9) أعوام.
وأظهرت وثيقة نشرتها (العين الإخبارية)، عن مصدر حكومي رفيع، تربح قيادات إخوانية كبيرة في مدينة تعز من فتح الطرقات واستغلال هذا الملف الإنساني في نهب الملايين.
وكشفت وثيقة وجهها القيادي الإخواني البارز عبد القوي المخلافي الذي يشغل منصب وكيل أول محافظة تعز إلى المحافظ نبيل شمسان مطالبته بصرف (60) مليون ريال يمني “بصورة عاجلة” تحت بند “تكاليف فتح الطرقات”.
وبرر القيادي المخلافي صرف هذا المبلغ من خزينة الدولة، والذي يعكس فساد الإخوان واستغلالهم لمعاناة المواطنين، أنّه “لمواجهة تكاليف فتح الطرقات والإعداد للنقاط الأمنية والعسكرية للترتيب مع الجهات المعنية”.
وتعليقاً على ذلك، قال مصدر حكومي: إنّ هذه المبالغ ذهبت إلى جيب المخلافي كجزء من تربح طويل لجماعته، فيما ترتيب الحواجز الأمنية نفذه محور أمن تعز، حيث تم الإعلان عن خطة لتأمين الطريق كجزء من مهمته، وبالتنسيق مع وزارة الدفاع ورئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي.
وأشار المصدر إلى أنّ القيادي الإخواني عبد القوي المخلافي سبق أن صادر قبل أيام من فتح الطريق نحو (6) ملايين ريال يمني من أصل (10) ملايين أراد استقطاعها، بمبرر استضافة وفد إنساني كان يزور تعز لافتتاح عدة مشاريع تنموية.
ويؤكد مراقبون أنّ تبديد هذه الأموال تحت بند ملف الطرقات الذي يسيطر عليه الإخوان، يكشف الفساد الكبير للتنظيم واستغلاله مؤسسات الدولة ومأساة حصار تعز في المتاجرة وتربح ملايين الريالات لجيوب قياداته ومشاريعهم الخاصة.
وكان محور تعز بالجيش اليمني قد أكد أنّ طريق القصر الذي فتحه الحوثي، كان مزروعاً بأكثر من (1800) لغم مضادة للمركبات والأفراد من قبل الميليشيات التي ما زالت تنشر (20) قناصاً في مبانٍ مطلة على جنبات الطريق، وتضع براميل متفجرة في جسور مياه وخرسانات إسمنتية كجزء من استعدادات قتالية تفضح نواياها العسكرية.
وفي الأسبوع الماضي جرى افتتاح الطريق الذي يربط مدينة تعز بمنطقة الحوبان، وهو الطريق الذي شكّل عبئاً كبيراً على المواطنين خلال (9) أعوام مضت.
فالوصول إلى منطقة الحوبان الواقعة شمال شرقي تعز كان يستغرق من وسط المدينة (من 5 إلى 8 ساعات) خلال أعوام الحصار، بدلاً من نصف ساعة وربّما أقل، ناهيك عن تكلفة التنقل الباهظة التي كانت تصل إلى (3) آلاف ريال للمسافة المذكورة.