ان المناضلين الاكثر وعيا وايماناً بحتمية النصر لقضيتهم، وشجاعة واستعداداً للتضحية في سبيل ذلك، هم الذين يناضلون من اجل تعميق مفهوم العلاقة الاخوية، والروابط الحركية بين جميع المكونات الجنوبية، التي تسعى لنصرة جغرافية الأرض والأنسان ومؤمنة بحتمية ذلك٠
اما المناضلين الضعفاء الانتهازيون المتسلقون، فانهم يلهثون جريا وراء من يستزلمهم، ويجعلون من أوهى الروابط الذاتية والمصلحية بديلا للروابط الحركية والعلاقات الاخوية، بين أبناء الشعب الجنوبي، التي تجمع ولا تفرق٠
ولنتذكر دائماً، انه بالمناضلين الاقوياء الشرفاء الذي كان لهم السبق في الساحات والميادين الجنوبية، ولا يزالون يصولون ويجولون فيها، هم فقط من يستطيعون بناء التنظيم الثوري الصلب القادر على حماية الثورة وتصعيد نضالها حتى إغتلاع آخر جندي من قوات العربية اليمنية وإهدى النصر المؤازر لجغرافيا الجنوب أرضاً وأنساناً٠
ومن يعتقدون أن النصر سيأتي من أحد المكونات المتواجدة الآن في الساحة الجنوبية، قد يكون، بل “أكيد” واضع تصوره من زاوية واحدة، ورؤيته من أتجاه واحد، ونضرته قاصرة، ولم يرى المشهد الجنوبي من جميع الزوايا والاتجاهات، ليذكرني، بالبعير الأعور الذي يأكل من أتجاه واحد وحسب ماتراه عينه المبصرة، وتارك الجزء الآخر من الطعام الذي أمام عينه العميى٠
ومع بلورة الأحداث وما آل اليه المشهد الجنوبي سيدرك بأن الجنوب سينتصر بجميع أبنائه ومكوناته التي في الساحة الجنوبية والنصر ليس مقتصر على فئة أو جماعة أو مكون، وأن النصر قاب قوسين أو أدنا من تحقيقه٠