وسَّع ما يسمى “جهاز المخابرات والأمن الوقائي” التابع للمليشيا الحوثية من حملة الاعتقالات التي تستهدف قيادات بارزة في الجماعة، تحت غطاء “ملاحقة بقايا خلية التجسس الأميركية- الإسرائيلية”.
وبحسب مصادر حقوقية في صنعاء اعتقل جهاز المخابرات الحوثي مسؤولاً حوثياً رفيعاً عقب مداهمة منزله في صنعاء، واقتاده إلى أحد السجون. المسؤول الحوثي يدعى أشرف زبارة، ويشغل منصباً رفيعاً في وزارة الصحة الواقعة تحت قبضة المليشيا.
وقالت المصادر: “تم اعتقال أشرف زبارة، وهو قيادي حوثي جرى تعيينه في العام 2016 في منصب المشرف المركزي على منظمة الصحة العالمية، إلى جانب منصبه كمدير لصحة الأسرة في وزارة الصحة المختطفة في صنعاء”.
وأشارت المصادر إلى أن سبب اعتقال المسؤول الحوثي هو عمله السابق في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، حيث دُهِم منزلُ “زبارة” وصودرت كل مقتنياته الخاصة من حواسيب وهواتف وأوراق وغيرها من الوثائق التي تم مصادرتها أثناء المداهمة.
وجاءت عملية الاعتقال عقب أيام فقط من تهديدات أطلقها زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي بشأن توسيع دائرة الاختطافات والاعتقالات تحت مسمى تعقب بقايا خلال التجسس التي تعمل لصالح أميركا وإسرائيل في اليمن.
الحوثي وفي خطبة بثّتها وسائل إعلامه تحدث عما يسميها “الخلايا التجسسية” التي كانت تعمل لصالح أميركا في اليمن، وعدّ المعتقلين جزءاً من مخطط “الإفساد والاختراق”، وذكر أن أجهزة مخابراته ألقت القبض أيضاً على خلايا أخرى سيتم كشف النقاب عنها قريباً.
وخلال الأيام الماضية، شنت الجماعة حملة اعتقالات داخلية طالت قيادات ومسؤولين بارزين، بينهم القيادي علي عباس مدير مكتب شقيق زعيم المليشيا المُعيَّن في منصب وزير التربية والتعليم المدعو يحيى الحوثي، وكذا مسؤولين آخرين في الوزارة. ليصبح عدد المسؤولين والقيادات الحوثية الذين جرى اعتقالهم واختطافهم من منازلهم مؤخراً ثمانية أشخاص. حيث تم احتجازهم بظروف غامضة عقب توجيه لهم اتهامات بالتورط بخلية التجسس الغربية.
ويرى عدد من المراقبين والنشطاء أن ما يجري من اعتقالات لمسؤولين في الجماعة تحت شماعة “التجسس” ما هو إلا صراع داخلي كبير بين أجنحة المليشيا التي تعيش حالة تفكك وارتباك وصلت إلى التخوين والتشكيك بالولاء من أجل بسط النفوذ والاستحواذ على السلطة.
وبحسب المصادر فإن جهاز المخابرات الحوثي يخضع للقيادي “مهدي المشاط” ومدير مكتب الرئاسة “أحمد حامد” وهو أقوى جناح في الجماعة، موضحة أن تهمة “التجسس للغرب” التي طالت موظفين عاملين في سفارات ومنظمات أممية ودولية جرى استغلالها من قبل هذا الجناح لاستهداف قيادات ومسؤولين داخل الجماعة.