هجوم الطائرة المسيرة على عاصمة الاحتلال الإسرائيلي تل أبيب الذي تبنته ميليشيا الحوثي الإرهابية وما تلاه من رد إسرائيلي بقصف الحديدة، أظهر حرص الجانبين على عدم الإضرار بمصالح بعضهما.
يضاف إلى هذا الحرص، استهزاء إسرائيل بقيادات ميليشيا الحوثي، على خلاف حزب الله اللبناني على الرغم من أنهما ذراعان للنظام الإيراني.
وعندما قررت دولة الاحتلال الإسرائيلي الرد على هجوم الحوثي، استهدف منشآت حيوية والضحايا كان من المدنيين.
بالمقابل فإن الرد الإسرائيلي على عمليات حزب الله التي لم تسفر عن مصرع إسرائيلي واحد كان أقسى وأقوى، وكان ضحيته قيادات إيرانية ولبنانية من العيار الثقيل سواء في لبنان أو بيروت.
وفي حين يرى محللون سياسيون أن الرد الإسرائيلي على الحوثي تأكيد على عدم خطورة القيادات الحوثية كما هو حال قيادات حزب الله، مستدلين بتصريحات القيادات العسكرية الإسرائيلية التي قللت من أهمية الهجوم الحوثي أمام هجمات حزب الله.
يضيف آخرون إن العملية الإسرائيلية لقصف ميناء الحديدة، جاءت ضمن “خطة إيرانية أمريكية” مسبقة جرى الاتفاق عليها لأهداف تراعي مصلحة الجانبين في المنطقة، كما هو حال الهجوم الذي شنته إيران على إسرائيل في 13 أبريل الماضي ردا على قصف سفارتها في سوريا، ولم يكن للهجوم أي تأثير يذكر.
ويشير المحلل السياسي اليمني عدنان الجبرني، في تغريدة على إكس إلى أن هدف الجيش الإسرائيلي من قصف الحديدة كان “الصورة” وليس الإضرار بالحوثيين، ولذلك اختار استهداف خزانات النفط كهدف يوفر التقاط صورة حريق هائل من شأنه ترميم ذهنية الردع لدى جمهوره الداخلي.
ويوافقه الرأي المحلل العسكري، محمد عبدالله الكميم، الذي لفت إلى أن الضربة الإسرائيلية استهدفت خزانات للوقود، ولم تخرج الميناء عن الخدمة بشكل كامل.
واستقبل ميناء الحديدة بعد ثلاثة أيام من الغارات الإسرائيلية سفينتي حاويات.
الكميم نبه في تدوينة على منصة إكس إلى أن المشرف الحوثي ومدير الجمارك والعناصر الحوثية العاملة بالميناء والجمارك والخزانات حتى الحراس غادروا قبل تنفيذ الضربة بساعة.
واعتبر ذلك دليلا على وجود تنسيق بين إسرائيل والحوثي بشأن رد الأول، مؤكدا أن هذه هي المرة الأولى التي يغادر بها المسؤولون الحوثيون الميناء بهذا الشكل منذ سيطرتهم عليه. الضربة الحوثية لم تخرج الميناء عن الخدمة بشكل كامل، بل إن الميناء استقبل بعدها بيومين سفينتي حاويات.
المحلل السياسي والاستراتيجي، د. محمد صالح الحربي، هو الآخر أكد هذا الاتفاق، وقال “إن قواعد اللعبة ما زالت منضبطة، وإلا لكان باستطاعة الحوثيين ضرب قاعدة إسرائيلية في دهلك بالجهة المقابلة بالبحر الأحمر، أو ضرب السفن الخاصة بها، بشكل مباشر وقاتل”.