تشهد العاصمة عدن، انتشاراً أمنياً كثيفاً تزامناً مع الدعوات المستمرة للخروج في تظاهرة حاشدة، السبت 3 أغسطس، للتعبير عن التضامن الشعبي مع المختطف المقدم علي عشال الجعدني والمطالبة بسرعة إطلاق سراحه والكشف عن مصيره.
وحددت الدعوات التي تناقلها نشطاء التواصل الاجتماعي ساحة العروض في مديرية خور مكسر، كنقطة تجمع للمحتجين والمتضامنين مع قضية المختطف. حيث وجهت قبيلة الجعادنة، وهي إحدى أشهر القبائل في محافظة أبين، دعوة عامة للخروج إلى الشارع والاحتشاد في عدن للتعبير عن تضامنهم مع قضية المختطف عشال والضغط على الأجهزة الأمنية والجهات المعنية في العاصمة عدن للكشف عن مصيره.
وتعرض المقدم علي عشال الجعدني أثناء تواجده في عدن إلى عملية اختطاف من قبل عناصر مسلحة في مطلع يونيو الماضي، وعقب تحقيقات وتحريات قامت بها الأجهزة الأمنية في عدن بمشاركة إدارة أمن أبين تم التوصل إلى عدد من الجناة المتورطين في حادثة الاختطاف.
وبحسب مصادر قبلية في أبين: “فإن حشودا كبيرة سوف تتحرك من مديريات مختلفة في أبين لأجل المشاركة في “مليونية التضامن مع عشال” المزمع إقامته السبت 3 أغسطس”. مشيرة إلى أن “هناك استجابة كبيرة ليست من قبائل الجعادنة أو محافظة أبين، بل من كل محافظات الجنوب الذين أعلنوا تأييدهم ومساندتهم للوقفة الاحتجاجية الكبيرة التي ستقام بشأن المخفي قسراً علي عشال الجعدني”.
وقالت المصادر القبلية إن المحتجين يطالبون الأجهزة الأمنية والجهات المعنية بسرعة الكشف عن مصير المختطف وسرعة تقديم الجناة إلى القضاء وضبط الفارين من وجه العدالة كونهم متهمين رئيسيين في الحادثة التي تحولت إلى قضية رأي عام.
استنفار أمني في عدن
تأكيدات الاحتشاد في ساحة العروض بخور مكسر قابلتها اللجنة الأمنية العليا في العاصمة عدن بتحذيرات ودعوات إلى أسرة وقبيلة المختطف الجعدني بالتعاون وقطع الطريق أمام المتربصين وأطراف أخرى تريد استغلال القضية لإقلاق السكينة العامة وافتعال الفوضى في العاصمة.
وأوضحت اللجنة في بيان صدر عنها بوقت متأخر من ليلة الخميس، أنها تقف مع أسرة المقدم علي عشال الجعدني للكشف عن مصيره وملاحقة المتهمين المتورطين في عملية اختطافه. داعية أسرته وقبائل أبين إلى التعاون مع الجهات الأمنية التي أولت القضية أهمية قصوى وحققت نجاحات طيبة وقامت بالقبض على عدد من المتهمين ولا تزال تطارد باقي المتهمين من خلال رفع مذكرات إلى الإنتربول الدولي بالقبض على باقي المتهمين المتواجدين خارج الوطن وتسليمهم إلى العدالة.
وأكدت اللجنة أنها تسعى ومعها كافة الأجهزة الأمنية في عدن وأبين وبالتنسيق مع وزير الدفاع ومكتب النائب العام إلى إحقاق الحق والكشف عن مصير المقدم علي عشال إلا أنهم ضد الدعوات المشبوهة التي تسعى من خلالها أطراف تكن الحقد والعداء للوطن إلى استغلال هذه القضية وتهدف إلى إقلاق السكينة وافتعال الفوضى في العاصمة عدن.
وجددت اللجنة الأمنية مناشدتها إلى كل الشرفاء من أجل التعاون وضبط النفس والوقوف صفًا واحدا بجانب الأجهزة الأمنية في محافظتي عدن وأبين لاستكمال الإجراءات الخاصة بضبط الجناة وتسليمهم إلى النيابة الجزائية بالعاصمة عدن حتى يتم الوصول إلى آخر خيوط هذه الجريمة وملابساتها وفي أسرع وقت ممكن.
وحذرت اللجنة الأمنية من محاولات افتعال مسيرات قد تستغل لنشر الفوضى وخصوصا في هذه المرحلة الخطيرة والتي تهدف من خلالها أطراف أخرى -حسب معلومات مؤكدة- إلى افتعال المشاكل وضرب أبناء الجنوب ببعضهم وترسيخ سياسة الفوضى في العاصمة عدن وكل ربوع الوطن.
وقال مواطنون في عدن لمصادر صحفية إن قوات أمنية كثيفة ترافقها آليات عسكرية متنوعة انتشرت مساء الجمعة، في أنحاء متفرقة من العاصمة عدن. وشرعت بإجراءات التفتيش الدقيقة للمركبات الواصلة إلى عدن أو المتوجهة صوب مديرية خور مكسر وساحة العروض التي ستشهد التظاهرة.
أمن أبين يؤيد الاحتشاد
في النقيض أعلنت قيادة أمن وشرطة محافظة أبين، تأييدها للاحتشاد الذي جرى الإعلان عنه في العاصمة عدن بشأن مناصرة قضية المقدم علي عشال الجعدني. وأكدت أنها ستكون إلى جانب أسرة المخفي عشال وقبيلة الجعادنة بشكل خاص، ومع كافة الأحرار والشرفاء قاطبة عبر المطالب السلمية المشروعة وغير المسيسة المكفولة شرعاً وقانوناً.
وطالبت قيادة أمن أبين في بيان صادر عنها، الأجهزة الأمنية في العاصمة عدن واللجنة الأمنية العليا تحت قيادة معالي وزير الدفاع، حماية المتظاهرين من أبناء أبين وكافة أبناء الجنوب الذين سيتوافدون بعشرات الآلاف إلى ساحة العروض السبت 3 أغسطس.
وأكدت قيادة أمن أبين أن الجهود المشتركة بين الأجهزة الأمنية في أبين وعدن كشفت الكثير من حيثيات القضية ومعرفة الجهة المنفذة لعملية اختطاف المقدم عشال، وأطاحت بعدد كبير من العناصر الإجرامية، وتم تحويلهم إلى جهات الاختصاص.
وأكدت قيادة أمن أبين أن الأجهزة الأمنية في عدن وأبين أنهت مهمتها بتحديد الجهة المنفذة للاختطاف والإطاحة بعدد كبير من العناصر الإجرامية المشاركة فيها ومن وفر لهم الدعم اللوجستي للعملية الإجرامية. مشيرة إلى أن التحقيقات أثبتت أن المنفذين الرئيسيين غادروا البلاد وأن مهمة إحضارهم انتقلت من مسؤولية الأجهزة الأمنية إلى الجهة المختصة.
مطالبة قيادتي المجلس الرئاسي والمجلس الانتقالي كونهم الجهتين القادرتين على الضغط بناءً على مذكرة القبض القهرية التي رفعت لإحضارهم إلى العاصمة عدن من خارج البلد للمثول أمام القضاء، كونه أمراً أصبح حتمياً ومطلباً شعبيا لا مفر منه.