مطلق المعكر / عضو الجمعية الوطنية المجلس الانتقالي الجنوبي
حين ننظر إلى حياة ومسيرة الشهيد البطل عبداللطيف السيد (أبو محمد )، قائد الحزام الأمني في محافظة أبين، عبداللطيف السيد، فإننا سنقف إجلالًا وتقديرّا، متأثرين ومعجبين بما قام به الشهيد البطل طيلة حياته من أعمال على المستوى القيادي العسكري والأمني، وعلى المستوى الإنساني والإجتماعي أيضًا، وحين نتعمق في النظر إلى ذلك نستطيع أن تقول بأن الشهيد البطل عبداللطيف السيد، كان ولا يزال يمثل نموذجًا للقائد المخلص لدينه ولوطنه، فهو لم يستخدم موقعه ومنصبه ورجاله وشعبيته لتحقيق أي هدف أو الوقوف مع جهة دون أخرى، أو لنيل المكاسب والأموال، بل ضل مخلصًا متفانيًا في عمله، وهذا ما لا يستطيع فعله الكثير من قادة اليوم.
لقد كان شهيدنا البطل أنموذج حي ومدرسة في الصمود والتضحية والبسالة، لم ينحني أمام العواصف ولم ينجر خلف المغريات، واختار مجابهة الصعاب وتعبيد الطريق الوعرة أمام مستقبل أمة وقضية شعب، ومصير وطن.
كان يمكن له أن يراوغ ويناور ويذهب حيث تذهب الموجة، لكنه آثر الصمود والتحدي في أشد اللحظات حرجًا وتدحرجًا، فكان نعم القائد الوفي، وخير نموذج للقيادة المخلصة.
قاتل السيد وصمد، تحدى وجابه الصعاب، جُرح وقام أشد بأسًا وقوة، تعرض للمؤامرات فكان أسرع منها في وأدها، وتلقى المغريات ولم ينساق خلفها، ذلك أنه آمن بهدف وقدم روحه في سبيله، واستشعر الخطر وواجهه بكل مجد وشموخ، وأدرك عظم التضحية فلم يخشها، فكان الشهيد ولا يليق بشخص غيره إلا الشهادة.
لقد ابلى البطل عبداللطيف السيد بلاء حسنا في كل المواجهات المصيرية التي خاضها قائدا ومقاتلا في آن واحد ضد المليشيات الكهنوتية، واستطاع أن بشكل جبهة قتالية قوية ومتقدمة قاتلت المليشيات في عدن وأبين وغيرها من المدن والمناطق، وأثبتت وجودها واحترافيتها في الأعمال القتالية الفدائية لجبهة الشهيد عبداللطيف السيد ورفاقه الأبطال الذين صمدوا صمود الجبال أمام اطماع المليشيات الحوثية التوسعية، وضد الفكر الإرهابي المتطرف، والجماعات الدخيلة على مجتمعنا.
للشهيد القائد عبداللطيف السيد، تحسب تلك المواقف الكبيرة التي ستبقى خالدة في صفحات التاريخ تتعلم منها الأجيال وتتربى عليها، فقد كان عليه رحمة الله مثالًا في القيم النبيلة التي يتحلى بها ويجب ان يتحلى بها كل القادة اليوم الذين يجب عليهم أن يدرسوا حياة الشهيد وسيرته العطرة ومسيرته ليتعلموا تلك القيم والمبادئ التي كان يتصف بها (عبداللطيف) الشهيد الذي أوجعنا برحيله وهو يؤدي واجبه الديني والوطني في محاربة المليشيات الارهابية في محافظة أبين.
إننا ونحن نكتب هذه السطور المتواضعة في الشهيد (عبداللطيف السيد) نجد في أنفسنا لهفة كبيرة جدًا وشوق إلى ماضي مسيرة هذا القائد البطل الذي عرفته الجبهات بشجاعته وإقدامه وبسالته، وعرفناه بإقدامه وشدة بأسه على الأعداء، وتواضعه مع رجاله ومن يقودهم، والذين فجعوا كثيرًا حين سمعوا نبأ استشهاد قائدهم الذي كان بالنسبة لهم أكثر من قائد.
ونحن نكتب هذه السطور المتواضعة عن القائد البطل عبداللطيف السيد، فإننا تتذكر مواقفه في محافظة أبين منذ احتدام المواجهات بين قواتنا والمليشيات الإرهابية في عددا من قطاعات المحافظة الباسلة فكان حارسها الأمين وقائدها الوفي.
وداعًا شهيدنا المغوار، وستبقى حاضرًا فينا بقيمك النبيلة وشمائلك الفريدة، حيًا في قلوبنا باقٍ بأثرك وآثارك ومآثرك فرحمة الله تغشاك، وأسكنك الله فسيح جناته، ولا نامت أعين قاتليك الجبناء وإنا على ذات دربك سائرون.