من وجهة نظري أرى إن انفتاح الانتقالي على المكونات الهلامية والقبول بها كشريك في العمل الوطني ماهي إلا مقدمة لتشكيل الجبهة الوطنية العريضة لإن المجلس مازال متمسكًا بالحوار الجنوبي، حيث ان كثير من المناضلين كانت لديهم تحفظات على بعض هذه المكونات موسمية الظهور والاختفاء وظروف تأسيسها بعد أن تفرخت وتغذت من جهات معادية للقضية في فترة زمنية معينة، والتي بات اليوم قيادتها تسوس القضية والجنوب وهذا ما يحز في نفس أي مناضل ، لانه نموذج جديد لم يحصل في كل تاريخ الثورات أن يأتي المنتسب للنضال ليسوس المناضلين ويتحفهم شؤون النضال، ولو أخذنا من فصائل النضال الفلسطيني نموذجا لفهمنا كيف يدار الحوار بين المناضليين حين كان اتفاقهم على عرفات مرجعية عليا كمناضل مؤسس لكل فصائل النضالي الفلسطيني ،ويعتبر أبرز من خطط هذا النهج وأرسى مداميك المقاومة الفلسطينية للاحتلال الإسرائيلي.،وعندما يلتقي ممثلو الفصائل الذين كانوا يمثلوا الحوار فهم لا يقلون عنه نضالًا وهكذا كان يتم التوافق فيما بينهم في الأمور الوطنية المتمثلة في الأسس والمبادئ حتى وان حدث ثمة تباين فهو في التفاصيل الفرعية حول الطريقة والإسلوب وهكذا ظل الإجماع الفلسطيني حول منظمة التحرير الفلسطينية التي تم تمثيل فيها أغلب فصائل المقاومة والكفاح الفلسطينية.
فالحوار هو آلية نجاة الجميع، لأنه وثيقة الاعتراف المتبادل بين الناس..وهو اللغة الراقية التي من خلالها نستطيع بلورة الأفكار في اتجاه واحد يقودنا إلى مانصبوا إليه. ومخطئ من يظن إنه ينأى عن الحوار وإن بإمكانه الانطلاق بمفردة ،فالوطن بحاجة لكل ابنائه وكل مفكريه ومثقفيه وجنوده وشبابه وقادته الميامين .
يحسب لقيادة المجلس الانتقالي ممثلة بالرئيس عيدروس الزبيدي انتهاج هذا المبدأ الكبير ، ونأمل منهم إعلان جبهة وطنية عريضة تجمع كل القوى الوطنية الجنوبية الفاعلة بالميدان ذات التاريخ النضالي و منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الإعلامية والحقوقية والثقافية التي تؤمن بقضية شعب الجنوب ليكتمل الجسم السياسي الجنوبي .
الصورة كانت صباح الأحد خلال مشاركتنا في حلقة نقاشية نظمها فريق الحوار بعنوان: “دور الشباب في إرساء ثقافة الحوار، وتعميق الشراكة الوطنية وتعزيز التوافق الوطني”