تقع مديرية الازارق في الجزء الجنوبي الغربي من محافظة الضالع، ويحدها من الشرق عاصمة المحافظة ومن الشمال مديرتي جحاف والضالع ومن الجنوب مديرية المسيمير لمحافظة لحج ومن الغرب مديرية الحشاء بالإضافة إلى مناطق محافظة تعز، وتبلغ مساحتها نحو ( 391 ) كيلومتراً مربعاً
عدد سكانها حسب التعداد السكاني لعام 2018 م . حوالي 75000 نسمه ، ويعتمد معظمهم على الزراعة وتربية الأبقار والماعز والنحل ، والوظيفة العامة والخاصة والأعمال الحرفية الصغيرة.
تعاني المديرية من طبيعة جغرافية ذات تضاريس جبلية وعرة ، إذ تنحدر نحو الجنوب العديد من الوديان الذي تعتمد على مياه الأمطار الموسمية لزراعة ضفاف هذه الوديان، وتشكل الطريق إحدى المعوقات الأساسية للتواصل مع السكان وتقديم الخدمات ، إذ يعتمد معظم الأهالي على الحيوانات لنقل المواد الغذائية جراء وعورة تضاريس المنطقة وتدفق سيول الأمطار .
تتأثر المديرية في كل عام من أضرار جسيمة نتيجة الأمطار الغزيرة والسيول المتدفقة من محافظة اب غرباً نحو مناطق المديرية ومن ثم تصب في محافظة لحج جنوباً ، إذ تسببت بقطع الطرقات وجرف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية ودفن الآبار الجوفية والمكائن الارتوازية والسيارات والمواشي وهدم الدكاكين والبقالات التجارية وغيرها من الممتلكات العامة والخاصة .
وحسب تقرير السلطة المحلية بالمديرية اطلعت “الضالع ميديا الإعلامية”على نسخة منه، عن حجم الأضرار البشرية والمادية التي تسببت بها سيول الأمطار في مناطق اطبقين _ أعمور ـ حورة غنية ـ تورصة ـ شان منذُ بداية هذا العام وحتى 7 سبتمبر 2024م .
وذكر التقرير ، عن تضرر 23 منازلاً جزئياً في مناطق اطبقين _ أعمور ـ حورة غنية ـ تورصة ـ شان ، إلى جانب فقدان 180 رأساً من الأغنام ، وجرف 14 سيارة جزئياً ، وسيارة واحده كلياً ، وتضرر الأرض الزراعية ” كلياً و جزئياً ” وردم 23 من الآبار الجوفية بشكل جزئياً ، وبئر واحده كلياً .
وتابع، عن أن هناك أضرار كبيرة في بعض مناطق المديرية في الممتلكات العامة والخاصة ، وأن الأهالي يعانون معاناة كبيرة أثناء التنقل إلى سوق المحافظة ، جراء تدهور مسار الطرقات واستمرار تدفق سيول الأمطار لداخلها.
ومع استمرار تدفق سيول الأمطار ، وتعثر حركة السير أمام السيارات والمواطنين ، تحدث المواطن “غالب” من أهالي بلدة أعمور وحورة غنية والمناطق المجاورة لها غربي مديرية الازارق ، قائلًا : قساوة الحياة ومرارة العيش والبقاء على قيد الحياة ، اشتدت بنا الظروف وتلاطمت بنا السيول الأمطار وجعلتنا نعيش في واقع أشبه بالجحيم .
يسرد غالب معاناته لـ “الضالع ميديا الإعلامية” محشوئة بكميات كبيرة من الألم والجراح والحزن ، والذي لا يشعر به أحد إلا من عاش هناك وتجرع مرارة المعاناة وذاق تضاريس المنطقة واكتوى بويلاتها القاسية .
نداءات الإنسانية تطلق بين الحين والآخر ، لكن لا حياة لمن تنادي ، هكذا تحدث المواطن “صالح” وكأن ما يحصلنا، من نكبات كارثية ، شيء طبيعي بالنسبة لجهات الاختصاص.
ووصف ‘صالح’ لـ “الضالع ميديا الإعلامية” مشهد ماساوي راه قال: إن سيارات على متنها أطفال ونساء وشيوخ ومواد غذائية وطبية ، جميعها تغرق بين مجاري السيول الجارفة ، وكل ذلك يحدث أمام كل مرأى ومسمع الحكومة والمنظمات الدولية والإنسانية .
يقول الشاب عبدالمجيد عبده علي يحيى ، البالغ من العمر ٣٠ عاما ، أن صاعقة رعدية مصحوبة بالامطار الغزيرة ، ضربت يوم أمس الأحد الموافق 8 سبتمبر 2024 م ، منزلهم الواقع في بلدة ثعدان بمنطقة أعمور غربي مديرية الازارق ، أدت إلى أصابة شقيقته هناء ، العمر 17 عاماً ، وشقيقه الأصغر عبدالعليم العمر 10 عاماً، ووفاة بقرة واحده و 6 رؤوس من الأغنام .
وتابع حديثه لـ”الضالع ميديا الإعلامية ” لقد قمت بتحضير سيارة لإسعاف إخواني ، وتحركنا من المنطقة في إتمام الساعة السابعة ليلاً ، وحاولنا العبور من داخل مجاري السيول ، لكننا لم نستطيع مواصلة العبور بسبب كثافة تدفق السيول وتعثر الطريق ، فقمنا بتجنيب السيارة لعلى تخف قليل سيول الأمطار المتدفقة علينا .
واضاف ، لقد حاولنا السير مجددا بين مجاري السيول ، لكننا فقدنا السيطرة بالتحكم بالسيارة ، مما فارقت أختي ” هناء ” الحياة وعادنا إلى المنطقة لمواراة جثمانها الثرى في مقبرة المنطقة .
واضاف ، أن حالة شقيقه الأصغر ” عبدالعليم ” متدهورة ، ويعاني من احراق كبيرة في جميع أنحاء جسده ، وأنه لا يزال داخل البيت و لم يستطيع نقله إلى مستشفيات الضالع لتلقي العلاج، بسبب استمرار تدفق سيول الأمطار وانقطاع الطريق أمامهم .
هذه المشكلة أدت إلى تفاقم معاناة المواطنين ، حيث يواجهون الأهالي هناك صعوبات كبيرة في نقل المواد الغذائية إلى منازلهم ، وتسريح المرضى إلى عاصمة المحافظة .
ويواجه سائقي السيارات ، تحديات كبيرة أثناء نقل المواطنين ، وتوفير احتياجاتهم الأساسية ، حيث تعرض الكثير من سائقي السيارات لحوادث السير وجرف سيول الأمطار سيارتهم ، مما دفع بالكثير إلى التوقف عن السير داخل طريق يحيطها الخطر من كل جانب .
وقال المواطن “باسل محمد مثنى” ، ( 25) عاماً ، صاحب سيارة صالون موديل 88 ، أنه ذهب إلى سوق المحافظة لنقل الركاب وشراء لهم بعض الاحتياجات المنزلية ، وعند عودته إلى مسقط رأسه في منطقة ضركان ” أعمور ” تعرض لحادث مروري في مدخل المذيق الرابط بين مديرتي الضالع والازارق غرباً .
وأضاف لـ’الضالع ميديا الإعلامية” لقد تسبب الحادث ، الذي وقع قبل حوالي شهر ، بأضرار مادية كبيرة أدى إلى تهشم هيكل السيارة ، وإتلاف جميع المواد الغذائية التي كانت داخلها .
وأوضح ، أن استمرار انقطاع الطريق ، سيضاعف من حدة معاناة المواطنين ، وأن هناك أسر بدون غذاء وبحاجة إلى التدخل العاجل لفتح الطريق وتقديم المساعدات الإنسانية .
وأمام تلك المعاناة ، يحاول أهالي بلدة أعمور وحورة غنية ، شق طريق أخرى بمجهودهم الذاتي ، بعد أن تخاذل عنهم الجميع .
ويرى أبناء المنطقة ، أن الطريق التي يقومون بشقها حالياً لا تكفي ، لكونها وجدت لفك الحصار عليهم ، وأنهم بحاجة إلى دراسة حقيقية لشق وإصلاح الطريق وحمايتها من مجاري السيول المتدفقة عليهم بكثافة .
“الضالع ميديا الإعلامية “تواصلت مع مدير مديرية الازارق المحامي علي هادي حيث أكد على أهمية تكاتف الجهود الإنسانية من أجل مساعدة منطقة الغيل التي تعرضت لأضرار جسيمة نتيجة السيول المتتالية. وقد أشار إلى أن المديرية منذ بداية الأزمة كانت على تواصل مستمر، حيث أرسلت عدة مذكرات لمجموعة من الجهات المعنية.
وأوضح المحامي هادي، أنه تم توجيه مذكرة أولى إلى محافظ الضالع، اللواء علي مقبل صالح، مناشداً توجيه المنظمات الإنسانية والإغاثية إلى هذه المنطقة التي أصبحت منكوبة. كما تم إرسال مذكرة ثانية إلى منظمة “أكتد”، ومذكرة ثالثة إلى منظمة “الأوتشاء”، تم التنسيق معها مباشرة لتقديم المساعدات العاجلة لمنطقة الغيل العليا والسفلى التي تضررت من فيضانات السيول، مما أدى إلى قطع الطرقات وإتلاف الممتلكات الزراعية، فضلاً عن معاناة المواطنين في إسعاف المرضى وإيصال المواد الغذائية والدواء.
وأشار مدير المديرية إلى أن منظمة “أكتد” أبدت استعدادها لتقديم المساعدة، كما تم التواصل مع الهلال الأحمر اليمني الذي أبدى أيضاً استعداده لمواجهة هذه الأزمة.
وأكد المحامي علي هادي أن السلطة المحلية تواصلت مع جميع الجهات الإنسانية والإغاثية في المحافظة، وهو ما يدل على وجود تجاوب، ولكنهم في انتظار التدخل العاجل الذي يحتاجه المواطنون المتضررون في هذه المنطقة.
إننا نهيب بجميع المعنيين بالوضع الإنساني في الغيل أن يسارعوا بتقديم المساعدة المطلوبة للحفاظ على حياة المواطنين وتلبية احتياجاتهم الأساسية.