رسائل مهم تحمل الكثير من الطمأنة للشعب الجنوبي بعث بها الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي.
الرسائل جاءت خلال الاحتفال الذي أقامته الجالية الجنوبية في بافلو وعموم ولاية نيويورك وروشستر وكندا، على شرف زيارة الرئيس الزُبيدي والوفد المرافق له، الثانية إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
الرئيس الزُبيدي عبر عن سعادته بانعقاد هذا اللقاء مجددًا، بعد مرور عام على لقاء سابق خلال زيارته السابقة للولايات المتحدة، كما عبر عن عظيم الاعتزاز بالروح الوطنية الجنوبية الوثابة، التي عبر أبناء الجالية من خلال حرصهم على حضور هذا اللقاء الأخوي.
الرئيس الزُبيدي أكَّد أن رسائله هي من القلب للقلب، وذلك فيما يخص الوطن الجنوبي وشعب وشواغله وقضيته، وما تحقق من مكاسب وانتصارات هامة على طريق استعادة الدولة المنشودة.
حرص الرئيس على الإشادة بدور أبناء الجاليات في الخارج في دعم وإسناد ثورة الجنوب منذ انطلاق الحراك الجنوبي السلمي، مروراً بكل مراحل المقاومة التي توجت بتحرير محافظات الجنوب في العام 2015، وانتهاء بدعم جهود بناء مؤسسات الدولة الجنوبية، وفي مقدمتها المؤسسة العسكرية والأمنية الباسلة.
أبرز الرئيس الحديث عن التطورات والنجاحات التي تحققت خلال عام مضى، فيما لا تزال الساحة الجنوبية تشهد انتصارات يومية متتالية في معركة الدفاع عن الجنوب؛ من قوى الشر التي تمثلها مليشيا الحوثي التابعة لإيران، ومن يتحالف معها من تنظيمي القاعدة وداعش، وهو ما يواجهه الجنوب بانتصارات تتضمن تقديم القوات المسلحة الجنوبية تضحيات غالية وبشكل يومي.
تناول الرئيس القائد الأهمية السياسية لزيارته للولايات المتحدة، قائلًا إنها تأتي في ظل استمرار النجاحات السياسية والدبلوماسية الجنوبية والتي من خلالها يتم التأكيد على أن تكون قضية الشعب الجنوبي حاضرة في اللقاءات والنقاشات مع ممثلي المجتمع الدولي.
وفي هذا الصدد، أكّد الرئيس الزُبيدي ضرورة احترام إرادة وتضحيات شعبنا، وأن الجنوب لن يقبل بأنصاف الحلول التي لا تستجيب لتطلعاته في نيل الحرية والاستقلال كهدف نبيل سقط في سبيل الوصول إليه عشـرات الآلاف من الشهداء والجرحى.
طمأن الرئيس القائد شعبه، بأنه أكد على هذا الأمر وبشكلٍ واضح في إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي وفي كافة لقاءاته على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة.
تناول الرئيس الوضع العسكري، قائلًا إنه خلال الفترة التي سبقت العام 2021م، قامت الولايات المتحدة وحلفاؤها الإقليميون، بالشراكة معنا، بالتركيز على مواجهة مليشيا الحوثي وإبعادهم عن حافة الاستيلاء على بلدنا بأكمله، واستمر العمل لإضعاف قدراتهم، بما في ذلك قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي صنف الحوثيين كجماعة إرهابية من الدرجة الأولى.
أضاف الرئيس: “لقد رأينا في السنوات الأربع الماضية كيف أدت سياسة التهدئة إلى نتائج عكسية، وليس هناك من شك في أن سياسة الولايات المتحدة والقوى الإقليمية تجاه الحوثيين لم تعد صالحة وكافية، فنحن اليوم بحاجة إلى دعم الولايات المتحدة الأمريكية، في محاربة عدو غاشم لا يحترم النظام العالمي”.
عبر الرئيس عن الفلسفة التي ينتهجها الجنوب في مواجهة الإرهاب الحوثي، وذلك من خلال تأكيده على أن هذه المليشيات المارقة لا تفهم سوى القوة.
وقال الرئيس القائد: “نحن على استعداد لنظهر لهم هذه القوة، ولكن بدون دعم الولايات المتحدة والقوى الأخرى، سيكون من الصعب منع حدوث أزمة عالمية أكبر يقودها الحوثيون بدعم إيراني سافر”.
قدم الرئيس الزُبيدي مثالًا على ذلك، بما يحدث في البحر الأحمر حيث تسبب الحوثيون في اضطرابات لا يمكن تصورها للتجارة العالمية، وقال في هذا الصدد إنه من دون وجود استراتيجية شاملة وتشاركية دولية وإقليمية ومحلية، لن يكون هناك ما يمنعهم من تصعيد أكثر خطورة خلال المرحلة القادمة.
وشدد في الوقت نفسه على أن قدرة مجموعة إرهابية في الإقليم على دفع المجتمع الدولي إلى ركود عالمي أمرٌ لا يمكن السماح باستمراره، وقال: “يجب أن ننهي المخاطر والمهددات الإرهابية التي تمثلها هذه الجماعة، وأن نثبت لهم ولداعميهم في طهران أن العالم مستعد للوقوف في وجه نشاطهم الإرهابي الخطير، وهذا هو الطريق الوحيد نحو التهدئة الحقيقية، وهو كذلك الطريق الذي يمنح جميع أبناء شعبنا فرصة لصناعة مستقبل آمن، وليس المستقبل الذي يفرضه عليهم الإرهابيون المتطرفون”.
حرص الرئيس القائد على التعليق على مشاعر القلق التي يمكن أن تنتاب المواطنين في داخل الوطن وخارجه من تأخر الوصول إلى الاستحقاقات الوطنية، مع استمرار معاناة المواطنين في الداخل من التردي الخطير في ملف الخدمات، والغلاء الفاحش في ظل انهيار قيمة العملة المحلية.
الرئيس الرد على ذلك بأن هذا الأمر يشكل بالنسبة للمجلس الانتقالي الجنوبي، قضايا ملحة يعمل من خلال وجوده في مجلس القيادة والحكومة، وبالتنسيق مع الأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الامارات العربية المتحدة من خلال مواقفهم الأخوية لبحث تلك الملفات وإيجاد الحلول العاجلة لها.
وفي إشارة إلى الإصرار على كبح جماح مختلف التهديدات، أكد الرئيس الزُبيدي السعي لمواصلة تطوير وإصلاح المؤسسات العسكرية والأمنية الجنوبية من خلال توحيدها ورفع قدراتها وإعدادها لمواجهة التحديات والمهددات التي تستهدف وطننا وشعبنا.
رسائل الرئيس القائد الزُبيدي تحمل الكثير من الطمأنة للشعب الجنوبي حول مُجريات التعاطي مع التحديات الراهنة، لا سيما أنّ قوى الإرهاب تتمادى في استهدافها للجنوب وتسعى لعرقلة قدرته على تحقيق المزيد من المنجزات الكبيرة التي يمكن أن يحققها الجنوب على الأرض.
وتقوم سياسة المجلس الانتقالي في هذا الصدد، على المصارحة الكاملة للشعب الجنوبي بواقع ومستجدات قضية شعبه لتفويت أي فرصة عن استهداف الجنوب وعرقلته عن تحقيق مزيد من المنجزات.