قالت صحيفة The Jewish Chronicle الإسرائيلية إن “الحوثيين يسعون لملء الفراغ الذي قد يتركه حزب الله في حال استمرار تدهوره، مع سعيهم الواضح لكسب دعم إيران بشكل أكبر”. ووفقًا للتحليل، فإن “قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، يركز جهوده على تعزيز التعاون بين وكلاء إيران في المنطقة، بما في ذلك الحوثيون، من خلال تسليحهم وإنشاء غرف عمليات مشتركة في لبنان، سوريا، والعراق”.
وأضاف التحليل: “الأهداف الرئيسية لهذا التحالف تتمثل في تدمير إسرائيل وتقويض الأمن الإقليمي للولايات المتحدة”.
وزعمت الصحيفة أن “إيران تواجه تحديات جراء تراجع قوة حزب الله، الذي كان يُعدّ “جوهرة التاج” في استراتيجيتها الإقليمية. لعب حزب الله دورًا أساسيًا في تدريب وتسليح الميليشيات المدعومة من إيران، بما في ذلك الحوثيين، وساهم في تعزيز قدراتهم العسكرية بشكل ملحوظ على مدى السنوات الماضية. ومع تدهور وضع حزب الله تحت تأثير الضربات الإسرائيلية، يُتوقع أن يسعى الحوثيون إلى الاستفادة من هذا الفراغ ليصبحوا القوة الإقليمية الأهم في محور المقاومة الإيراني”.
وترى الصحيفة أن “هذا التحول يعزز فرص الحوثين في الحصول على دعم أكبر من إيران سواء من الناحية الاقتصادية أو العسكرية، مما يساهم في تعزيز نفوذهم داخل اليمن وخارجه”.
التحليل يؤكد أن الحوثيين كانوا يعتمدون بشكل كبير على حزب الله في مجالات التدريب والاستشارات العسكرية، لكن الضربات المتكررة التي تعرض لها الحزب في الآونة الأخيرة دفعت الحوثيين لإعادة التفكير في موقعهم ضمن هذا المحور. ومع تراجع قدرات حزب الله، قد يجد الحوثيون أنفسهم في وضع يتيح لهم تعزيز تأثيرهم وقيادتهم ضمن شبكة وكلاء إيران.
ويشير التقرير إلى أن الحوثيين يهدفون لتحويل شمال اليمن إلى “كوريا الشمالية” في المنطقة، عبر السعي لتحقيق اكتفاء ذاتي وتوسيع نفوذهم الإقليمي. إلى جانب ذلك، تتراجع فعالية وسائل الإعلام التابعة للجماعات الإيرانية في تجنيد المؤيدين، بسبب الضربات التي تلقتها البنية التحتية لحزب الله.
واختتم التحليل بتحذير من أن “تأخير مواجهة الحوثيين قد يؤدي إلى ترسيخ نفوذهم وتعزيز مكانتهم في المنطقة، ما يزيد من التهديدات الأمنية للدول المجاورة والمجتمع الدولي بأسره”.