قبل البدء بالخوض في المقال احب ان أنوّه هنا بأني لست بصدد الدفاع عن شخص وزير الدفاع، ولكن ما دفعني للكتابة هو الإنصاف وقول الحقيقة التي ظل الكثير يجهلها حتى اليوم،بدلاً من تقديم التسهيلات والدعم للوزير ومؤسسته الدفاعية ليقوم بمهامه، يتم محاربته بطرق مختلفة وغير قانونية وبصمت الأطراف، لماذا؟ لأن حسب معرفتي، أحرجهم بنشاطه وإنجازاته، وحقق ما لم يحققه أي وزير آخر لوزارته حتى الآن،ولهذا، من الطبيعي أن يتم تسليط الضوء على محاولات كبح جماح تفوقه ونجاحه،لانه من الصعب وجود رجل قانوني وذو كفاءة في مكان تغلغل فيه الفساد لسنوات، ولابد من صراع بين الحق والباطل حتى ينتصر الحق، وهذا قريب بإذن الله.
الحقيقة انه في ظل التحديات الجسيمة التي تواجه البلاد، يظهر دور الإعلام كركيزة حيوية في دعم جهود إعادة بناء المؤسسة العسكرية،تصريحات وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري الاخيرة، والتي تعكس جاهزية القوات واستعدادها لمواجهة التهديدات، ليست مجرد كلمات عابرة، بل تجسد التزامًا عميقًا لحماية الأمن القومي.
ومع ذلك، نجد أن بعض الأقلام الإعلامية اختارت الانحراف عن المسار الوطني، متجهة نحو السخرية والتحريف،هذا يطرح تساؤلات حول المسؤولية الوطنية لهذه الأقلام،فإذا كان الإعلاميون حقًا يحملون حسًا وطنيًا، فإنهم مطالبون بتوجيه رسائلهم نحو دعم الوزير الداعري، الذي يمثل جميع الأطراف السياسية، بما فيها الشرعية والانتقالي،وكما أكد نائب الرئيس عيدروس الزبيدي في احد تصريحاته قبل عدّةاشهر،دعا فيه جميع القوات أن تخضع لقيادة وزير الدفاع، الذي يساهم كثيراً في توحيد الجهود لاستعادة المؤسسة العسكرية إلى سابق عهدها.
لا يخفى على كثيرنا ان المؤسسة العسكرية تواجه تحديات كبرى، ونجاحها يعتمد على التعاون بين كافة الأطراف وتقديم الدعم اللازم للوزير،لذا، ينبغي على الإعلام أن يلعب دوره في تصويب أقلامه نحو معالجة جذور المشكلات، بدلاً من الانشغال بالنقد السطحي الذي لا يخدم إلا الأجندات الخاصة.
كما تتطلب الظروف الحالية تضافر الجهود، وليس الانشغال بالسخرية أو البحث عن الشهرة على حساب المصلحة الوطنية،ان أهمية دعم المؤسسة العسكرية، وإتاحة الفرصة للوزير لممارسة صلاحياته على جميع القوات، هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار،لذا، يجب أن يكون التساؤل الأهم: أين الإعلاميون من معالجة جذور المشكلة؟ لماذا لا يتم توجيه النقد نحو الأسس الحقيقية التي يجب إصلاحها؟
القوات المسلحة التي يديرها وزير الدفاع ليست ملكًا لفصيل دون آخر، بل هي مؤسسة وطنية تحتاج إلى تضافر الجهود، دعم الوزير في تنفيذ مهامه يجب أن يكون أولوية، لأن نجاحه هو نجاح للجميع،في هذا السياق، يجب أن يدرك الإعلاميون أن توجيه النقد البناء والمساعدة في حل القضايا الوطنية هو دورهم الأساسي.
في هذا الوقت الحرج، يحتاج الوطن إلى إعلام مسؤول يدرك حجم التحديات ولا ينجرف خلف محاولات الشهرة الرخيصة أو التحريف المتعمد،دور الإعلام ليس في تشويه الحقائق، بل في حماية مصالح الوطن وتوجيه الجهود نحو بناء مستقبل آمن ومستقر،لذا، دعونا نلتزم جميعًا بتقديم الدعم اللازم لجهود وزير الدفاع والفريق العسكري، وليكن هدفنا المشترك هو إعادة بناء مؤسستنا العسكرية.