في تحليل نشره موقع “The Cipher Brief”، قال الأدميرال الأمريكي المتقاعد كيفين دونيغان إن الحوثيين المدعومين من إيران حققوا مكاسب استراتيجية كبيرة في البحر الأحمر، ونجحوا في تهديد التجارة البحرية وحرية الملاحة، رغم الجهود العسكرية الأمريكية والبريطانية.
ويرى دونيغان أن الحوثيين “استفادوا من دعم إيراني مستمر مكنهم من مواصلة الهجمات على السفن التجارية وتوسيع نفوذهم في المنطقة، ما يعرض المصالح الأمريكية للخطر ويزيد من تعقيد الأزمة في هذا الشريان البحري الحيوي”.
وركز التحليل على أن أحد أسباب قوة الحوثيين هو محدودية الاستراتيجية الأمريكية الحالية، التي تركز على توجيه ضربات للأنظمة التشغيلية والأسلحة، مثل تدمير الطائرات المسيرة ومنصات إطلاق الصواريخ، دون التركيز على تعطيل شبكات الإمداد والدعم الإيرانية التي تُعد العمود الفقري لقدرات الحوثيين. ويرى دونيغان أن تغيير هذا النهج وتوسيع نطاق العمليات ليشمل شبكات الإمداد يمكن أن يكون حاسمًا في ردع الحوثيين وإضعاف قدراتهم الهجومية.
ويوصي دونيغان بتبني استراتيجية أمريكية شاملة، على غرار الاستراتيجية التي نجحت في تحييد تنظيم القاعدة في اليمن. وتشمل هذه الاستراتيجية:
1. تعطيل شبكات الإمداد الإيراني: يرى دونيغان أن الحوثيين يعتمدون بشكل كبير على إمدادات الأسلحة والدعم الفني من إيران. لذا، يجب على الولايات المتحدة وحلفائها التركيز على تعطيل خطوط الإمداد البحرية والبرية التي تصل الحوثيين بإيران، بما في ذلك مراقبة وتدمير السفن والشحنات المستخدمة لنقل الأسلحة والمعدات إلى اليمن، إضافة إلى فرض عقوبات مشددة على أي كيان يساهم في نقل هذه الإمدادات.
2. استهداف القيادة الحوثية: ينصح التحليل بأن استهداف القيادات العليا للحوثيين يمكن أن يكون له أثر كبير على كفاءة التنظيم وقدرته على إدارة العمليات. فبدلاً من التركيز فقط على تدمير المعدات، يجب تنفيذ عمليات دقيقة تستهدف زعماء الحركة وعناصرها المؤثرة، بما يسهم في تقويض قوة الحوثيين وإضعاف شبكات الاتصال الداخلية لديهم.
3. التعاون الدولي لتعزيز الرقابة البحرية: يدعو دونيغان إلى قيادة الولايات المتحدة لجهد دولي يهدف إلى تعزيز الرقابة البحرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب. ويشمل ذلك تنسيق الجهود مع حلفاء إقليميين ودوليين، مثل الدول الأوروبية ودول الخليج، لضمان حرية الملاحة ومنع تسلل الأسلحة للحوثيين عبر البحر.
4. استخدام وسائل الحرب الإلكترونية: يشير التحليل إلى أهمية استغلال القدرات المتطورة للولايات المتحدة في مجال الحرب الإلكترونية لتعطيل الأنظمة التشغيلية للحوثيين، مثل الطائرات المسيرة ومنصات إطلاق الصواريخ. ويمكن للحرب الإلكترونية أن تسهم في شلّ قدرات الحوثيين وتسهيل استهدافهم بفعالية أكبر دون المخاطرة بسلامة السفن الأمريكية والقوات المتواجدة في المنطقة.
5. توسيع الدور الدبلوماسي والعقوبات: إلى جانب العمليات العسكرية، يشير دونيغان إلى أن دبلوماسية حازمة تشمل زيادة الضغوط الدولية على إيران وتوسيع العقوبات ضد الكيانات المرتبطة بالحوثيين قد تسهم في إضعاف الحركة. كما يمكن أن تؤدي إلى إجبار الحوثيين على وقف هجماتهم والانخراط في محادثات دولية لضمان استقرار المنطقة.
في نهاية التحليل، يشدد دونيغان على أن الوضع الحالي في البحر الأحمر وباب المندب يتطلب التزامًا أمريكيًا قويًا وقيادة واضحة للمجتمع الدولي، لضمان عودة الاستقرار وحرية الملاحة في هذه المناطق الحيوية للاقتصاد العالمي.