في تحليل نشرته مجلة ناشيونال إنترست، توقع خبراء أن الرئيس الصيني شي جين بينغ، حتى في حال خروجه من السلطة، سيظل مؤثراً في تشكيل مستقبل الصين “بفضل سلطته التي تمكّن من إحكامها عبر تهميش الأصوات الإصلاحية وتعزيز موقعه كقائد لا يُنازع في الحزب الشيوعي الصيني”.
وأضافت المجلة: “على مدار سنوات قيادته، قاد شي تحوّلاً جذرياً في سياسات الصين الداخلية والخارجية، تضمن التركيز على تعزيز القوة العسكرية، مما زاد من احتمالية حدوث مواجهات مباشرة مع الولايات المتحدة وحلفائها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ”.
ويرى التحليل أن شي جين بينغ حقق صعوده إلى القمة عبر استراتيجية مُحكمة تزاوج بين الصرامة السياسية والاقتصادية، حيث عمل على تطويق القوى المعتدلة داخل الحزب، مما أتاح له اتخاذ قرارات جذرية، مثل توسيع النفوذ الصيني في بحر الصين الجنوبي من خلال بناء قواعد عسكرية ونشر قدرات بحرية متطورة.
وأضاف التحليل: “هذا النهج التوسعي أسهم في تصعيد التوترات مع جيران الصين ومع الولايات المتحدة، التي اعتبرت هذه التحركات تهديدًا مباشرًا لحرية الملاحة والأمن الإقليمي”.
ويعتقد التحليل أن التوجه نحو المركزية الشديدة داخل الحزب الشيوعي، الذي فرضه شي، جعل أي تغيير في القيادة مستقبلاً محفوفًا بالتحديات. مضيفًا: “من المتوقع، في حال مغادرته، أن يُحدث ذلك فراغاً يمكن أن يؤدي إلى صراع داخلي بين التيار العسكري المتشدد، الذي يدعم بقاء السياسات الصارمة والموقف العدائي تجاه القوى الغربية، والتيار الإصلاحي الذي قد يرى أن خفض التصعيد يمكن أن يفتح المجال أمام نمو اقتصادي متوازن ويعيد بعض الاستقرار إلى العلاقات الإقليمية والدولية”.
ولفتت المجلة إلى أن “إحدى الشخصيات البارزة التي قد تتنافس على القيادة بعد شي هو لو تشانغ، الذي يتمتع بدعم كبير داخل المؤسسة العسكرية. يُعرف لو بتوجهه المتشدد، ويرى في السياسة العسكرية وسيلة لتحقيق النفوذ، ما قد يعزز الاستمرارية في سياسات المواجهة”.
وأردفت: “في المقابل، هناك شخصيات أخرى مثل لي كه تشيانغ، المعروف بمواقفه الإصلاحية، والذي قد يسعى لتعزيز التعاون الاقتصادي مع الدول المجاورة وتخفيف الصراعات الإقليمية. لي يمثل توجهًا مختلفًا يركز على النمو الاقتصادي كأولوية ويرى أن السياسة الخارجية يجب أن تخدم هذا الهدف”.
وأضافت المجلة: “من جهة أخرى، تتابع الولايات المتحدة وحلفاؤها هذه التطورات بحذر، حيث يعتبر بعض المراقبين أن أي انقسام داخلي في الصين قد يُضعف قدرتها على تنفيذ سياسات صارمة في المنطقة، مما قد يتيح فرصاً لتجديد الحوار وتقليل التوترات”.
لكن التحليل حذر أيضًا من أن أي صراع داخلي قد يؤدي إلى عدم استقرار في سياسات الصين الخارجية، مما يزيد من احتمالية التصعيد العسكري كوسيلة لحشد الدعم الداخلي وإظهار القوة”.