تلعب دولة الإمارات العربية المتحدة دوراً بارزاً في تحقيق تقدم اقتصادي وتنموي مستدام، وذلك بفضل حكمة قيادتها واستراتيجياتها الطموحة التي عززت مكانتها كوجهة عالمية للأعمال والاستثمار. في النصف الأول من عام 2024، بلغ حجم الناتج المحلي الإجمالي للدولة حوالي 430 مليار درهم، محققاً نمواً بنسبة 3.4% مدفوعاً بالأنشطة القوية في قطاعات السياحة والعقارات والخدمات المالية. وقد أفادت وزارة الاقتصاد بأن هذا النمو يعكس الاستقرار الاقتصادي للبلاد ويؤكد مرونتها أمام التحديات الاقتصادية العالمية.
كما أسهمت الإمارات في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، حيث ارتفعت تدفقات الاستثمارات بنسبة 35% في عام 2023 وفقاً لتقرير أونكتاد، مما وضعها في المركز الحادي عشر عالمياً من حيث جذب الاستثمار الأجنبي. هذه القفزة في الاستثمارات تُعزى إلى سلسلة من التعديلات التشريعية، بما في ذلك السماح للأجانب بتأسيس شركات دون الحاجة إلى شريك محلي، مما جعل بيئة الأعمال أكثر تنافسية على المستوى العالمي.
ومن جهة أخرى، فقد رسخت الإمارات مكانتها كدولة رائدة في الأمن الغذائي والاستدامة من خلال برامج نوعية مثل استراتيجية بعد النفط واستراتيجية الطاقة الوطنية 2050، والتي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتحقيق أمن الطاقة. إضافة إلى ذلك، تبنت الإمارات نظام تأشيرات مرناً يشمل التأشيرة الذهبية والتأشيرة الزرقاء التي تهدف لجذب الكفاءات المتخصصة، مما يعزز بيئة الأعمال ويجعلها أكثر جاذبية للمواهب العالمية.
بفضل هذه الجهود والسياسات المبتكرة، تحولت الإمارات إلى مركز إقليمي وعالمي للأعمال والاستثمار، واستطاعت تحقيق مراتب متقدمة في عدة مؤشرات عالمية في الأمن الغذائي وجذب المواهب، مما يعكس الحكمة القيادية والرؤية الطموحة التي تميز سياسة دولة الإمارات الاقتصادية والتطويرية، صانعة لشعبها أفضل نموذج تحلم به أي دولة أخرى.
وفي السياق الإقليمي والدعم الإنساني : تعتبر الإمارات العربية المتحدة نموذجاً متميزاً في دعم الاستقرار الإقليمي والدولي، حيث تضطلع بدور بارز في تسوية النزاعات الإقليمية وتقديم الدعم الإنساني والاقتصادي لدول تعاني من أزمات معقدة، مثل لبنان وفلسطين.
فيما يخص لبنان، قدمت الإمارات مساعدات كبيرة، بما فيها دعم القطاع الصحي والتعليمي، في إطار جهودها الإنسانية لتخفيف المعاناة عن الشعب اللبناني في مواجهة الأزمات الاقتصادية المتلاحقة. كما قامت بإرسال مساعدات عاجلة وإعادة تأهيل بنى تحتية رئيسية بعد انفجار مرفأ بيروت عام 2020، حيث وفرت إمدادات طبية وإغاثية في وقت حرج، وهو ما يعكس التزامها المستمر بمساندة لبنان في ظل الظروف الصعبة.
أما بالنسبة لفلسطين، فتعد الإمارات من الدول التي تقدم دعماً ثابتاً للشعب الفلسطيني، من خلال المساعدات الإنسانية والتنموية، بما في ذلك دعم وكالة الأونروا لضمان توفير الخدمات التعليمية والصحية للاجئين الفلسطينيين. وتؤكد الإمارات بشكل دائم على دعمها لحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وفقاً للقرارات الدولية، كما أنها تشارك بفعالية في مناقشات الأمم المتحدة لإيجاد حلول سلمية عادلة للصراع، وتقديم دعم مستدام لتعزيز الاستقرار في المناطق المتأثرة بالنزاعات.
وعلى الصعيد الإقليمي، تضطلع الإمارات بدور ريادي في تعزيز السلام والأمن، حيث تدعم التسويات السياسية وتبذل جهوداً كبيرة لتحقيق الاستقرار. وقد أظهرت ذلك عبر دورها في دعم الجنوب أمنياً وعسكرياً، بالإضافة إلى التعاون الوثيق مع المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة، والتأكيد على أهمية الحوار والحلول الحقيقية كوسيلة لتخفيف التوترات والنزاعات.
هذه الجهود تعزز مكانة الإمارات كدولة مؤثرة في تحقيق الاستقرار الإقليمي، وتساهم بشكل فعّال في تخفيف حدة الأزمات التي تشهدها المنطقة، بما يدعم الأمن والاستقرار الدولي.