تابعت مثل غيري الحريصين على التعليم بمختلف مكوناته، الآراء التي طرحت بشان تأسيس معهد ديني في السعدي يافع محافظة ابين، على يد الشيخ الفاضل أبو هارون العامري ، ولقاء أبناء مكتب السعدي في قرية اريمه بشان المعهد وتابعت مسببات رفضه.
مع أن لهذا المعهد الديني فوائد كثيرة إذا ارتبط بمناهج علمية وتربويّة، وابتعد عن القضايا التي حصل ويحصل فيها نوع من شذوذ الخصومات مثل التعامل مع المخالف وغيرها، فاذا اهتم المعهد بالتطبيقات في الحياة وتم ربطه بحياة الناس وبالتربية والتعليم، سينجح نجاحا كبيرا، فدارس المعهد لا يشترط أن يحمل مؤهلاً تعليمياً فالدراسة الإسلامية مفتوحة للجميع بشرط أن يمتزج بفكر المعهد الديني وروحه الإسلامية الوسطية.
ولكن ينبغي أن ينطلق طالب العلم الديني إلى المراتب العليا في التحصيل العلمي وفق شهادات معترف بها من قبل وزارة التربية والتعليم، والشهادة تكون موثقة بختم المعهد، وأن يدرس الطالب فيه مزيج بين مواد تختص بعلوم الدين “المواد الشرعية” ومواد أخرى تابعة لمناهج وزارة التربية والتعليم “العلوم، والرياضيات.”
خاصة وأنه معهد لا يسعى لتحقيق الربح، بل نشر الفكر الإسلامي الوسطي وعلى راسه شيخ له مكانته العلمية والعملية، الشيخ أبو هارون العامري.
وبما أن المعهد يعتني بتدريس الصحيحين صحيح الإمام البخاري، وصحيح الإمام مسلم والعقيدة والفقه والحديث واللغة والنحو وغيرها فممكن يضاف إلى هذه العلوم العظيمة، التدريس للدرجة الابتدائية والثانوية والجامعية، وأن يشترط للقيد بالمعهد الحصول على الدرجة التعليمية المناسبة التي ينطلق بعدها الطالب لبناء شخصيته ووطنه.
فلماذا لا يكون هذا المعهد هو المعهد الأم في يافع والجنوب يتبنى الحركة التعليمية الدينية التجديدية بعيدا عن صراع المذاهب السنية، ويتخذ لذاته طريقة جديدة في التعاطي مع قضايا ومستجدات الواقع والحياة ويطور من لغة الخطاب وفقه التعامل مع الآخرين بفتح قنوات تواصل وتشبيك العلاقة والتنسيق مع مختلف مكونات المجتمع وتشكيلاته .
معهد يهتم بتعليم الدين الإسلامى بصورة تؤدى فى نهاية الأمر إلى أن يخرج للمجتمع إنسان مسلم يعلم شئون دينه بصورة واعية، يستطيع من خلال دراسته أن يكون مؤهلا للمشاركة فى بناء مجتمع إسلامى بعيد عن التعصب و المذهبية والعنف.
والقائمون على الدراسة بالمعهد إلى جانب الشيخ أبو هارون نتمنى أن يكونوا من أساتذه متخصصون فى مجالاتهم وسيكون رافد مهم ل”لمعهد الأم” إذا جاء مدرسون من معاهد الأزهر أو من معاهد القاهرة فهناك معاهد للدراسات الإسلامية تحظى بمكانة مرموقة من الدولة المصرية (أكثر من 5 ألف معهد) وبعيدا عن شيوخ الدين من اتباع الزنداني والديلمي وغيرهم الذين تسللوا إلى المعاهد لتسييس الدين والمسجد والمعهد وطالب العلم.
فاذا سار المعهد بهذه الطريقة فمن المؤكد أنه سيكون معهد وسطى التفكير، لا ينتمى إلى أى جماعة أو حزب أو فرق معينة وشعاره إنا جميعا مسلمون.
وأولياء الأمور عندما يرون إن إدارة المعهد بهذا المستوى، وتهتم بالتواصل المستمر معاهم، وتهتم بالأنشطة الرياضية، والإعداد البدني للطلبة من المؤكد سيرحبون بهذا المعهد.
وإذا وجدت مثل هذه المعاهد فهناك العديد من أولياء الأمور الذين يهتمون بدراسة أبنائهم لعلوم الدين بجانب العلوم الدنيوية.