أزكى الفساد المستشري في الحكومة، الصراع الجاري في رئاستها، بين كلًا من مطيع دماج، أمين عام مجلس الوزراء، وأنيس باحارثة مدير مكتب رئيس الحكومة.
وشهدت الأمانة العامة لرئاسة الوزراء في العاصمة المؤقتة عدن صباح أمس الأول، الإثنين تصعيدًا غير مسبوق إثر اندلاع اشتباكات بالأيدي وتبادل اتهامات حادة بين دماج وباحارثة، ما أدى إلى تكسير أبواب المكاتب وتبادل ألفاظ شديدة اللهجة.
ووفقًا لمصادر حكومية مطلعة، نشبت هذه المواجهات بين طرفين رئيسيين شملت كلًا من مطيع دماج، الأمين العام لمجلس الوزراء، وعلي النعيمي، مساعد مدير مكتب رئيس الوزراء، وموسى الصريب، رئيس دائرة السكرتارية في الأمانة العامة، وعلي القحوي، مدير عام الموارد من جهة، في مواجهة مع أنيس باحارثة، مدير مكتب رئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك، وموظفي مكتبه.
ويعود هذا الخلاف إلى قضايا مالية واختلاس أموال الدولة، حيث تصاعدت الاتهامات المتبادلة بالفساد بين الجانبين.
وفي تفاصيل الحادثة فإن مطيع دماج الامين العام لرئاسة الوزراء، جمع موظفي الدائرة المالية وعلى راسهم فتحي المنجد واغلق عليهم في احد غرف مقر رئاسة الوزراء وبدأ التحقيق معهم على إثر خلافات تتعلق برواتب ومستحقات الأمانة العامة.
بعد علم باحارثة بالقضية قام بجمع بضعة اطقم من قصر معاشيق، واتجه مسرعًا الى مقر الامانة العامة لرئاسة الوزراء في كريتر وفور وصوله قام بكسر باب غرفة التحقيق واقتحمها بالقوة.
وأشار المصدر أن هذا التصرف أغضب مطيع دماج ليتهم باحارثة بالبلطجة وممارسة الأساليب السوقية، ليرد عليه الأخير بالقول ” من حقك تحقق معهم لكن مش من حقك تحبسهم.
وأشار المصدر بأن دماج وجه كلامه لباحارثة بالقول : انت واحد لص)
لرد انيس على مطيع بالقول “انت مجرد فتال”.
لاحقًا وحسب المصدر قام مطيع بلطم انيس وبدأت الاشتباكات بالايدي واللكمات والدكمات وبعد تدخل الجيران وفك الاشتباك ذهب الجميع الى معاشيق ليحتكموا لرئاسة الحكومة ومجلس القيادة.
وأشار المصدر إلى أن عضو مجلس القيادة الرئاسي، عبدالله العليمي قاد جهود مكثفة مع رئيس الحكومة لاحتواء الموقف، لكن جلسة الصلح جمعت مدير مكتب رئيس الوزراء، أنيس باحارثة، وأمين عام مجلس الوزراء، مطيع دماج، تحولن إلى مشهد عراك، بعدما دب التوتر بين الطرفين في أثناء اللقاء.
وأفادت مصادر مطلعة بأن عضو المجلس الرئاسي، الدكتور عبدالله العليمي، استضاف المسؤولين في ديوانه على وجبة غداء بهدف تهدئة الأجواء وحل الخلافات المتراكمة بينهما. لكن اللقاء خرج عن مساره فجأة، حيث بادر باحارثة بإلقاء طبق من المرق على دماج، مما اضطر الحضور للتدخل بسرعة ومنع تطور الموقف إلى اشتباك بالأيدي.
وسادت حالة من التهكم الناشطين على السوشيال ميديا بعدما وصلت الأمور إلى هذا الحد من الفلتان والغياب التام لدور رئيس الحكومة وعدم اتخاذه إجراءات حازمة بحق هؤلاء.