في ظل ما يعصف بالوطن من تحديات مصيرية ووسط ضغوطات تحاول إرباك مؤسسات الدولة، يبرز الفريق الركن محسن محمد الداعري، وزير الدفاع، كشخصية تتحمل العبء الأكبر بإصرار وإخلاص،ورغم نقص الإمكانيات وتقليص الدعم اللوجستي عن الجيش، لم يترك الداعري موقعه ولم يتوانَ عن أداء واجباته الوطنية، مقدماً نموذجاً نادراً للمسؤولية الحقة التي تتحدى الصعاب دون استسلام أو انكسار.
من المؤسف أن نسمع دعوات تطالبه بالاستقالة، في الوقت الذي يحتاج فيه الوطن إلى أمثاله، صامدين في مواقعهم بثبات يحبط محاولات المعرقلين والمستفيدين من الانقسامات،إن من يطالب باستقالة وزيرٍ اختار أن يبقى في خدمته رغم الظروف القاسية، لا يدرك حجم الضرر الذي ستلحقه خسارته بالمؤسسة العسكرية، ويغفل أن إضعاف الوزير يعني إضعاف الجيش وإضعاف الدفاع عن الوطن.
لقد استطاع الداعري أن يترك أثراً واضحاً من خلال إنجازاته وإسهاماته، حتى بات يمثل رمزاً للأمل والاستمرار في وجه الصعاب،ف استمراره في منصبه برغم قلة الموارد ليس ضعفاً بل هو صلابة موقف، وهو إدراك أن الانسحاب يعني ترك الساحة لأولئك الذين يسعون إلى إفساد مؤسسات الدولة وتقويضها.
ولذا فإن الواجب اليوم ليس في توجيه النقد اللاذع والدعوات المحبطة، بل في الوقوف مع الداعري ودعمه في معركته لصد كل محاولات إفشال المؤسسة العسكرية،علينا أن ندرك أن دعم القادة النزهاء هو استثمار في مستقبل الوطن، وأن الحث على الاستقالة لا يخدم سوى أجندات من يسعون لتطويق الصادقين وإفساح المجال للفاسدين.
عزيزي وزميلي مقراط، إنك صحفي ذو تجربة ومكانتك بين زملائك وفي الجيش تحظى بالتقدير، لكن علينا جميعاً كإعلاميين أن نحمل أمانة الكلمة وألا نقع في فخ المسارات التي يخطط لها من يسعون لتحقيق مصالحهم الضيقة،واجبنا هو دعم الحق، لا أن نوجه سهامنا نحو من يقفون في وجه الفساد والإفساد.
الوقوف مع وزير الدفاع اليوم هو وقوف مع الوطن بأكمله، والحق سينتصر مهما طالت المحن، وسيبقى في الذاكرة كل من وقف وفياً للمبادئ، خادماً للوطن لا لنفسه.