تتزايد التوترات الأمنية في صنعاء ومحافظة الجوف، الخاضعتين لسيطرة ميليشيا الحوثي، إثر انتهاكات الميليشيا المتواصلة بحق المدنيين، والتصدي القبلي المضاد لها.
وتشهد العاصمة صنعاء، اعتصامًا قبليًا وتظاهرات شعبية غاضبة، لقبائل وأبناء محافظة إب، في ميدان السبعين، للمطالبة بتسليم المتورطين من أفراد الأمن، في مقتل الشيخ القبلي “صادق أبو شعر”، جنوبي صنعاء، الاثنين الماضي.
وقالت مصادر حقوقية يمنية لـ”إرم نيوز”، إن ميليشيا الحوثي أرسلت وحدة أمنية اليوم الجمعة، إلى مخيم اعتصام القبليين من أبناء محافظة إب، في محاولة لرفع الخيام وإنهاء الاعتصام، بحجة أنه تم الاتفاق على حل القضية وفق “العرف القبلي”.
وذكرت المصادر أن المعتصمين يرفضون ذلك ويعتبرونها محاولة لتمييع مطالبهم، بعد أن أفرجت ميليشيا الحوثي عن 3 من المضبوطين على ذمة القضية، بعد ساعات فقط من اعتقالهم.
ورجحت المصادر أن تشهد الساعات المقبلة، عملية قمع وفضّ للاعتصام بالقوة، وسط تهديدات الحوثيين بإرسال مزيد من القوات إلى منطقة الاعتصام، وسط صنعاء.
البحث عن العدالة
وقُتل الشيخ القبلي صادق أبو شعر الاثنين الماضي، على أيدي أفراد دورية أمنية يقودها القيادي الحوثي علوي الأمير، الذي يشغل منصب رئيس قسم شرطة منطقة شميلة بالعاصمة صنعاء، بعد خلاف نشب بين الطرفين.
وكان مستشار محافظ إب لشؤون الإعلام، لدى الحكومة الشرعية، إبراهيم عسقين، أكد أن عناصر الدورية استولوا على كافة التسجيلات التي صورتها كاميرات المراقبة الموضوعة على واجهة المحلات التجارية قرب موقع الجريمة، عقب ارتكابها، في محاولة “لطمس ومحو آثارها”.
وحاولت ميليشيا الحوثي تهدئة الأجواء المتوترة، عبر اجتماع رئيس ما يُسمى بـ”مجلس التلاحم الشعبي القبلي” التابع للحوثيين، بعدد من المشائخ القبليين الوافدين من محافظة إب إلى صنعاء، مؤكّدًا على تسليم الجناة الأربعاء الماضي، ودعاهم إلى رفع الاعتصام.
وبحسب المصادر الحقوقية، فإن القبليين رفضوا عرض الحوثيين، ويطالبون بتسليم جميع المتورطين بمن فيهم القيادي الحوثي، إلى القضاء، لينالوا جزاءهم الرادع.
حصار قبليين
إلى الشمال الشرقي من صنعاء، تشهد محافظة الجوف، توترًا أمنيا مع نشر الحوثيين حواجز تفتيش إضافية وإرسال تعزيزات عسكرية إلى مديرية الحزم، مركز المحافظة، تنذر بمواجهات مرتقبة ضد مسلحين قبليين.
وقالت وسائل إعلام محلية، إن مسلحين من قبيلة بني نوف قتلوا الأربعاء الماضي، أحد القادة الميدانيين الحوثيين في المديرية، ثأرًا لمقتل أحد أفراد القبيلة قبل أشهر، على أيدي القيادي الحوثي.
وأشارت مصادر محلية، إلى أن الحوثيين يطالبون بتسليم القتلة، وفرضوا حصارًا عسكريًا على البلدات التي تقطنها القبيلة، شرقي مديرية الحزم، فيما يرفض القبليون تسليم أبنائهم، وسط توقعات بانفجار الأمور إلى مواجهات مباشرة بين الطرفين.
وفي ظل استمرار جرائم الحوثيين وانتهاكاتهم ضد المدنيين من سكان المناطق الخاضعة لسيطرتهم، وعدم استقلالية مؤسسات الدولة الضبطية والقضائية، يلجأ القبليون إلى الانتقام بأيديهم، ردًّا على جرائم القتل والنهب والتنكيل.
ويحذّر حقوقيون واختصاصيون اجتماعيون من عواقب استمرار هذه الجرائم ضد المدنيين، وانعكاساتها على المجتمع، من خلال تكريس ثقافة الانتقام، التي تعمّق أزمة الثارات القبلية التي ما زالت تعصف باليمن.