أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك أن المرأة تحتل موقعاً محورياً ضمن المسارات الخمس التي تمثل أولويات الحكومة وبرنامجها خلال الفترة القادمة، والتي يعكس إدماجها فيها الإيمان بقدرتها على الإسهام الفاعل في بناء مجتمع متماسك ومتقدم.
جاء ذلك في كلمة وجهها دولة رئيس الوزراء، اليوم الإثنين، بافتتاح القمة النسوية السابعة والمنعقدة على مدى يومين بالعاصمة المؤقتة عدن، حيث نقل خلالها تحيات فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وإخوانه أعضاء مجلس القيادة، الذين يضعون الفعالية ضمن أولوياتهم تقديراً للدور المحوري الذي تلعبه المرأة في بناء مجتمع مستدام ومتقدم، مقدماً الشكر للجنة تنسيق القمة النسوية على تنظيم هذه الفعالية الهامة.
وأشاد الدكتور أحمد عوض بن مبارك بالحضور اللافت للسفراء ومكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن ومشاركتهم في هذه القمة لإيصال رسالة دعم ومساندة المجتمع الدولي المستمر لقضايا المرأة، موضحاً أن انعقاد هذه القمة في العاصمة المؤقتة عدن للسنة السابعة على التوالي، يعكس المظهر الحضاري والريادي لهذه المدينة وانفتاحها وتبنيها المستمر لمشاركة الجميع في حوار بناء يسهم في صياغة حلول فعالة تعزز من مكانة المرأة في مجتمعنا.
وقال “إن هذه القمة تعد منصة هامة لمناقشة الدور الحيوي للمرأة في الجوانب الإنسانية والاقتصادية والسياسية، ودورها في مسار السلام الذي نطمح جميعاً لتحقيقه، واجتماعنا اليوم يعكس التزامنا بتمكين المرأة كما ضمنه لها ديننا الإسلامي الحنيف، وتوفير مساحة حقيقية لها للتعبير عن تطلعاتها وإسهامها في بناء اليمن الجديد والخروج برؤية جماعية نحو تمكين المرأة، وجعلها ركيزة أساسية في عملية إحلال السلام والتنمية المستدامة في بلادنا”.
وجدد رئيس الوزراء التزام الحكومة بالعمل على تذليل الصعوبات التي تواجه النساء في مختلف المجالات، وتوفير بيئة داعمة تُمكن المرأة من ممارسة حقوقها والمشاركة بفعالية في بناء الوطن، سواء من خلال تعزيز القوانين التي تحمي حقوق المرأة، أو تقديم الدعم اللازم لضمان تحقيق تكافؤ الفرص في التعليم والتوظيف والمشاركة السياسية، مؤكداً أن الحكومة تضع التمكين السياسي والاقتصادي للمرأة على رأس أولوياتها، باعتباره أحد الركائز الأساسية للنهوض بالمجتمع.
وقال “ستعمل الحكومة على تمكين المرأة في مراكز صنع القرار، وإتاحة الفرصة لها لتولي المناصب القيادية في المؤسسات الحكومية والخاصة، كما ستعمل على تعزيز مشاركتها في الأنشطة الاقتصادية، من خلال برامج تدريبية ومبادرات لدعم المشاريع الصغيرة التي تديرها النساء”.
ولفت الدكتور أحمد عوض بن مبارك إلى أهمية التكوينات النسائية القائمة ودورها الحيوي في تعزيز مكانة المرأة في المجتمع، متعهداً بتقديم كل الدعم لهذه التكوينات، لتكون شريكاً فاعلاً في التنمية الوطنية، وفي معركة مكافحة الفساد، هذه المعركة التي تتطلب تضافر جهود جميع أبناء الوطن، والمرأة هي جزء لا يتجزأ من هذا الجهد الوطني.
وأشار إلى حرص الحكومة على تمكين المرأة الريفية من خلال تحسين وصولها إلى الخدمات الأساسية، كالتعليم والرعاية الصحية وفرص العمل، ودعم مبادرات خاصة تستهدف تحسين حياة النساء في المناطق الريفية، إدراكاً للدور الحيوي الذي تلعبه المرأة في دعم أسرتها.
وحيا رئيس الوزراء في ختام كلمته المرأة اليمنية في المناطق التي ما تزال تحت سيطرة مليشيات الحوثي والتي تجسد إرادة شعب يرفض الظلم والانتهاكات، موجهاً التحية لدورها البطولي في رفض الانقلاب ومجابهته بالرغم مما تواجهه من تحديات قاسية، بدءاً من التهجير والحرمان من الحقوق، وصولاً إلى الاعتقالات والانتهاكات المستمرة، داعياً مليشيات الحوثي إلى الالتزام بأخلاقيات المجتمع اليمني، وإطلاق سراح كافة النساء المعتقلات في سجونها.